قصة

فراغ الجيوب

[إلى محمد قبرطاي الآبد في محبتنا و ضحكنا]

 

بعد ليلة من الرسم والكلل والملل..غادرت الكدوة إلى طرابلس…

في دار الفنون ما تزال لوحاتي تنتظر متحف الفن الليبي الحديث، الذي يوجد في كل الأوطان على هذا الكوكب، إلا في ليبيا..التي شهدت اكتشاف الإنسان للشعور والفن والدين في تادرارت أكاكوس.. قبل آلاف متطاولة من السنين … ولأنني لا أملك نقدا..مشيتُ مع رسامة رقيقة الحال..من شارع 7 نوفمبر إلى ميدان الشهداء…

وعند نافورة أفراس البحر نظرنا بحزن إلى التحفة الفنية العريقة المتكسرة الزعانف..والمبتورة الأرجل..بعد أن صدمتها السيارة الفارهة القادمة من شارع الوادي بسرعة الإعصار بقوتها الحصانية الهائلة.. التى تعبّ البنزبن …

…ثم مشينا مع فقرنا إلى باب البحر..نجرجر من وراءنا قطيعا من أفراس البحر الجريحة تهمهم بمقاطع من قصيدة مشهورة للشاعر بوبلوس أوفيدوس ناسو:

-” ليبيا تصحّرت..

 القيظ إختلس الرطوبة..

فناحت الحوريات مهدّلات الشعور..

ونعين جفاف البحيرات والأنهار..”

وفى الطريق حكيت لها حكاية حفظتها في رأسي:

“…قبل عام..وبعد ليلة من الرسم والكلل والملل.. نهضت مبعثرا مثل عاشق…ومثل مُسَرْنَم يمشى أثناء نومه، غادرت الكدوة إلى طرابلس …

فى دار الفنون ما تزال لوحاتي تنتظر… ولأنني لا أملك نقودا..مشيتُ مع شاعرة رفيقة الحال من شارع 7 نوفمبر إلى شارع أول سبتمبر تحت شمس الصيف [للّى إتطيّحْ الطير من السّماءْ]..وتحت خط الفقر الذي يرفع الإنسان إلى السماء … وفى ميدان الشهداء تركتها لفقرها..ومشيتُ مع فقرى…

مقالات ذات علاقة

الخروج من عين الإبرة

رجب الشلطامي

أنا قط

محمد إبراهيم الهاشمي

حكاية الزنجي الأبيض

سعيد المحروق

اترك تعليق