ضيف «ذاكرة ليبية» اليوم هو ممثلٌ ومؤلفٌ ومُخرجٌ من طراز رفيع ولإيمانه بمقولة «الفن رسالة»، قرَّر أنْ يتبع قلبه ويتمم هذه الرسالة بإنشاء شركة إنتاج فني.. هو الفنان عبد الباسط الجارد واسمه الكامل عبد الباسط مصطفى الجارد.
وُلد الجارد في بنغازي في الأول من يناير 1960 وحصل على ليسانس تاريخ العام 1985 ودبلوم عالٍ في إدارة الأعمال العام 2007.
مشوار الألف ميل يبدأ كشفيًّا
بدايته كانت من خلال انضمامه للحركة الكشفية العام 1969 حين كان عمره تسع سنوات وقدَّم خلال تلك الفترة عدة اسكتشات، في العام 1970 حين كان في الصف الأول الإعدادي التحق بالفرقة المدرسية للمسرح بمدرسة طارق بن زياد في مدينة إجدابيا، وشارك في عمل بعنوان «لخبطة إذاعية» وشارك في عمل آخر بعنوان «المهراجا الهندي»، في العام 1973 انضم لفرقة «الجيل الصاعد للمسرح» في إجدابيا.
وقدَّم أول عمل مسرحي معهم بعنوان «ثوبة المذنب»، تأليف وإخراج الطاهر الشريف وشاركه البطولة حمد خنفور وأبو بكر حويج وعبد الله النشاط ومجموعة أخرى ، في تلك الفترة كان النصُّ المسرحي عبارة عن ارتجال وقتي وتقسيم للأدوار حسب رؤية المخرج، واستمر الجارد في العمل بهذه الطريقة وقدَّم أربعة أعمال مسرحية، هي «مجانين في العيادة» العام 1973و«مطعم السعادة» العام 1974 و«من أجل الوطن» العام 1974 و«مجنون في المريخ» العام 1976.
مسرحية «من أجل الوطن» تعتبر محطة مهمة في حياة الجارد الفنية والإنسانية، لأنَّها تمَّ عرضها للمرة الأولى العام 1974 في مناسبة افتتاح مسرح التضامن الاجتماعي في إجدابيا، ليشاء القدر أنْ يُفتتح ذات المسرح بعد أربعين عامًا عندما جُـدِّد في العام 2015 ويكون الافتتاح بمسرحية «الصابيا» وهي من تأليف وإخراج فتحي القابسي وبطولة الجارد ونخبة من الفنانين منهم نعيمة أبو زيد وخالد أبريك وعبد الهادي سعيد وجمال الرقعي وإبراهيم منصور وحميدة حميد، إضافة لمجموعة من الوجوه الشابة.
في العام 1979 قام بكتابة أول نصٍّ مسرحي لفرقة «أصدقاء المسرح إجدابيا» وكان بعنوان «بريدان الترجمان» وهو من إخراج عبد الرازق السعيطي وبطولته بمشاركة يونس حسونة ومحمد صالح أبو شرادة ويونس إغنيوة وعبد الله النشاد، من هنا توالت أعماله في مجال الكتابة والتمثيل فقدَّم عدة مسرحيات.
المسرحيات التي قدَّمها مؤلفًا وممِّثلاً
للجارد مشوارٌ طويلٌ في مجال التمثيل والتأليف المسرحي فقدَّم عدة مسرحيات ناجحة في هذا المجال منها «مقعد بلا خسارة» تمثيلاً وتأليفًا العام 1983 و«ليش يا زهاوي» تمثيلاً وتأليفًا العام 1985 و«امبراطورية البزنس» تمثيلاً العام 1987 و«عين العقل» تمثيلاً وتأليفًا العام 1989 و«قيس ومغلية» تمثيلاً وتأليفًا العام 1990و«سوك في دوك» تمثيلاً وتأليفًا و«فندق بوشنة» تمثيلاً وتأليفًا و«أضرب خلص» تمثيلاً و«وخود والأخلي» تمثيلاً وتأليفًا .
و«الدفن فوق الأرض» تمثيلاً وتأليفًا، وجميعها تمَّ تقديمها مع فرقة «أصدقاء المسرح إجدابيا»، بعدها قدَّم عدة أعمال كمؤلف وكممثل مع فرق أخرى منها «خميس وجمعة» تمثيلاً مع فرقة «الحديث» في البيضاء و«الناس سواء» تمثيلاً مع فرقة «أنوار المدينة» بنغازي و«زواج عقال» تمثيلاً مع «مسرح الأنوا» بنغازي و«الحوش حوشكم» تمثيلاً وتأليفًا مع «المسرح الشعبي» بنغازي و«البصيص في بلاد العمي طرفة» تمثيلاً وتأليفًا مع «مسرح المرج» و«الصابيا» تمثيلاً مع «مسرح إجدابيا» و«عفوًا أبي» تمثيلاً وإعدادًا وهي من تأليف الراحل علي الجهاني وتقديم «مسرح الغد» في البيضاء.
الجارد في التلفزيون
لم يكتف الجارد بالتمثيل والتأليف في المسرح فقط، بل عمل في التلفزيون مؤلفًا وممثلاً وقدَّم عددًا من المسلسلات الناجحة منها «الرحيل المنسي» العام 1991 و«تصاوير» العام 1992 و«دعوة فرح» العام 1992 و«عجائب» العام 1999 و«الملف الأزرق» الذي اكتفى بالمشاركة فيه كممثل العام 1997 و«حكايات باسمة» العام 2009 و«يوميات بوشفشوفة» العام 2011 و«أكاذيب» العام 2011 .
و«المحطة» العام 2012 و«زهرة الصبار» العام 2012 و«مقالب بيتسا» العام 2013 و«خمسة في خمسة» العام 2013 و«المستر حابكها» 2014 و«نايب معنقر» العام 2014 و«مناشير» العام 2014 و«رسالة إلى الديمقراطية» العام 2015 و«لمة هلي» العام 2015 و«دموع الرجال» العام 2015 .
الإنتاج الفني
أسَّس الجارد شركته الخاصة في مجال الإنتاج الفني في العام 2002، التي أُطلق عليها اسم «البدوية» وكان أول عمل من إنتاجها هو مسلسل «هلال وقمرة»، تأليف وإخراج عياد ميكائيل بطولة الجارد وفتحي بدر ونعيمة أبو زيد وعوض السمين وإيمان الطيرة وعبد السيد أدم وحمد الحرب ونجلاء الأمين وسلوى المقصبي وعبير الترهوني وآخرون، ليتوالى بعد ذلك إنتاجه الفني خاصة في مجال الدراما ويقدِّم عدة مسلسلات من إنتاجه وهي «غفير الكاف» إنتاج 2003. و«الهجيج» 2004 و«إشارة مفترق العمر» العام 2006، «أيام الكيش» 2007، «حكايات باسمة» 2009 و«اقلب الصفحة» و«لا خبر لا علم» و«كلام في كلام» العام 2013 و«البلاط الوطني» و«خمسة في خمسة» العام 2014 و«على من تخطر» و«كلام في كلام» في 2015 وجميع هذه المسلسلات كانت من تأليفه وبطولته.
حاليًّا قام بكتابة عمل تاريخي ضخم عن حياة الملك إدريس السنوسي ومن المقترح تقديمه في 30 حلقة، إلا أنَّ الظروف الإنتاجية الضخمة أخَّرت الموضوع، وكان من المقرَّر أنْ يقوم بإخراجه الفنان السوري حاتم علي ومن بطولة الفنان السوري أيضًا جمال سليمان بمشاركة نخبة من النجوم الليبيين والعرب، بالإضافة لتجهيزه لعملاً اجتماعيًّا من 30 حلقة بعنوان «جروح الحياة» ومجموعة منوعات فكاهية اجتماعية منها «هرداموس السابع عشر» و«وزارة الأحلام» وهو في 15 حلقة، بالإضافة لعمل سياسي فكاهي بعنوان «سلسلة مناشير».
علاقته بالصحافة
عمل الجارد في مجال الصحافة وله أكثر من 400 مقال، كما تقلَّد فيها عدة مناصب مهمة منها مدير تحرير «الفاصلة» إجدابيا العام 1987 ومدير تحرير جريدة «الكنوز» التاريخية العام 1990 ومؤسِّس ورئيس تحرير صحيفة «الوسطى» العام 1996 ومؤسِّس ورئيس تحرير صحيفة «أخبار إجدابيا» من 1997 وحتى 2002.
_________________________