وداعاً داوود حلاق.
شخصيات

وداعاً داوود حلاق

أحمد العريبي

وداعاً داوود حلاق.
وداعاً داوود حلاق.
تصوير: أحمد العريبي.

1942/01/01 شحات
2018/05/20 تونس

عرف القُراء (داود حلاق) منتصف السبعينيات بمجموعته القصصية (ذات ليلة مُمطرة)، نسخةٌ مدت أولى الجسور بينه وبين المطابع..

وإن كانت بدايات (حلاق) أدبية قصصية عاكسة لثقافته وبيئته وجانب من حياته؛ فإن ما جاء تعاقباً عبر مؤلفاته يبين قدر الرجل، وحجم همته وسعة أفقه، وقدرته الفذة على ربط المعطيات واستنباط النتائج وسوق الفكرة مُدعمة بالسند اللغوي والمقارنة التاريخية والدليل الأركيولوجي. 

أمرٌ مُضنٍ يحتاج عمراً وبحثاً وطلباً وتشرداً في تيه المعارف المتفرقة!
لقد استلزم هذا الرجل وقتاً طويلاً مُتمعناً ومُستفهماً حول ما يراه كل صباح ومساء من عشرات الكهوف المُعلقة، وآلاف القبور الدارسة، وبقايا الآثار الشاخصة، وسريان عين شحات الأزلي (نبع أبوللو) وما حيك حول ذلك
من قصصٍ وما نُسج من أساطير!!

لم تكن (الأوشاز)* بالنسبة له مُجرد (مقرات جوية) – كما سماها أحد الرحالة – كما لم ينظر إلى حكاية قوريني (شحات) ونشأتها كأسطورة مُسلم بها عند كُتاب تاريخ المدينة والمهتمين بها، فقد كانت الاستفهامات تتفتق وتكبر وتؤرقه ليلاً وتحاصره كل شروق..
ظلت الاستعلامات تتزايد وتتزاحم والإجابات تقصر وتعجز عن إعطاء ردود علمية أثرية مُقنعة عن ألفي سنة ونصف من تاريخ قوريني …
طوقته الأسئلة واقضت مضجعه فتمنطق العزيمة وحمل معول البحث ولاحت المراقي وبدأ مهد الخُطى في صليد سفوح ومنحدرات الجبل الأخضر التى ظهر إثرها (أوشاز الأسلاف)، أولى مؤلفاته البحثية الزاخرة بالجديد والحبلى بالمزيد، والمثيرة للجدل، والفاتحة لطريق طويل يحتاج جيل من البُحاث قادر على جلو الصدأ وإزاحة غُبار السنين عن تاريخ ليبيا (التليد) المنسي والمُبدد!!

• مؤلفاته
– ذات ليلة مُمطرة (قصص قصيرة) / 1973م
– أوشاز الأسلاف (دراسة عن الكهوف المعلقة بالجبل الأخضر) 1989م
– مرقص الأنجيلي ( دراسة عن سيرته / كفاحه ضد الرومان / اكتشاف مقراته بالجبل الأخضر) 1993م
– الفكر الحرفي (دراسة للجانب التقني في أدوات سكان الكهوف بالجبل الأخضر تقع في جزأين) 1995م
– عمود السماء (تحليل بعض بنود تاريخ قدماء الليبيين) 1999م
– قورينى الوجه الآخر (عمود السماء “2”) 2002م
– قناص هرم (قصص قصيرة) 2007م
– بذور ليبيا الخالدة (عمود السماء “3”) 2008م
– الإشراف على كتاب (مسيرة مؤسسة نادي الصداقة شحات 1955 – 2005) 2005م
ويذكر أيضاً إعداده للصحيفة الحائطية الخاصة بنادي الصداقة (قورينى) والتي استمرت زُهاء سبعة عشر عام!

تحت الطبع
• القلاع (دراسة وصفية للقلاع ببرقة والممتدة من العقيلة غرباً حتى أمساعد شرقاً، ومن الكفرة جنوباً إلى ساحل المتوسط شمالاً)
• صمت الأجراف (رواية)
• (مقة) دعاء مستمر من أجل المطر

_______________

عن صفحته الشخصية.

مقالات ذات علاقة

قصص كامل حسن المقهور: الشخصية الليبية في مواجهة العنف

عزة المقهور

محامية ليبيا الأولى تغادرنا… (الأستاذة/ كريمة الهادي التركي)

عزة المقهور

داوود الحلاق…القاص والمستكشف

مهند سليمان

اترك تعليق