في ركنٍ منسيٍّ من هذا العَالمِ .. ينظرُ رجلٌ وحيدٌ إلى فنجانِهِ الفارغِ ..
يمسحُ على مصباحِ قلبِهِ المنطفئِ ..
ينفثُّ روحَهُ آهةً حرَّى ..
تَتَسَامَى بخارًا ..
تتشكَّلُ في الفضاءِ وجهًا ممكنًا لأنثى ..
*****
منَ على المَسْرَحِ تُرْسِلُ لَهُ نظرَاتِهَا ..
.. تبدأُ الرَّقصَ ..
يرقصُ قلبُهُ معها .. لها ..
يتسلَّلُ ظِلُّهَا إليهِ من بينِ الحضورِ..
ينسكبُ داخلَ فنجانِهِ الفَارغِ ..
يتكدَّسُ .. يتكدَّسُ .. يتكدَّسُ ..
تتكوَّنُ ..
يمتلِئُ الفنجانُ بها ..
يفيضُ ..
يَغْشَاهُ فيضانُهَا العَرِمُ ..
يَجْرِفُهُ إلى مَكَانٍ مَنْسِيٍّ من هذا العالمِ ..
تختفِي من على المسرحِ..!
يخرسُّ الحضورُ انذهالاً ..
فيما تفيضُ كلُّ فناجينِ القهوةِ بالسُّكَّرِ ..
*****
قارئاتُ الفناجينِ يلمحنَ امرأةً تَتَسَامَى بُخَارًا من فنجانٍ رجلٍ وحيدٍ
في ركنٍ منسيٍّ من هذا العالمِ ..
ثمَّ تختفي ..
*****
في ركنٍ منسيٍّ من هذا العالمِ .. ينظرُ رجلٌ وحيدٌ إلى فنجانِهِ الفارغِ ..
لم يعدْ يَرَاهَا فيهِ ..
فارغانِ قلبُهُ وعمرُهُ..
فارغةٌ أيامُهُ منها ..
لم تعدْ تحضرُ لهُ طيفًا .. ظِلاًّ .. خيالاً ..
وجهًا كالحلمِ في تنبُّؤاءَتِ قارئاتِ الفناجينِ الخَادِعَةِ .. !!؟
يمسحُ على مصباحِ قلبِهِ المنطفئِ ..
ينفثُّ روحَهُ آهةً حرَّى ..
تَتَسَامَى بخارًا ..
لا تَتَشَكَّلُ منهُ أُنْثَى ..
ثمَّ ينطفئُ ..!؟
اجدابيا / 20/1/2015