فقدت الساحة الثقافية، اليوم الخميس، علم كبير من أعلامها وهو الأديب والفنان عبدالكريم خليفة الدناع (1942 – 2014). ودفن بعد ظهر اليوم بمدينته مصراتة في حضور حشد من الأصدقاء والأقارب.
يعد الفقيد من جيل الكتاب الكبار أمثال علي فهمي خشيم وإبراهيم الكوني وعمر التومي الشيباني وغيرهم.
وقدم جهدًا إبداعيًا سخيًا للحركة المسرحية والفنية بليبيا، حيث ساهم في بناء جيل مسرحي كانت له كلمته في الساحة.
يذكر أن المرحوم الدناع تعرض للتضييق والسجن بسبب أعماله مثل مسرحيته التي عرضت في الجزائر وعدة دول أخرى «دوائر الرفض والسقوط».
يقول عنه الكاتب المسرحي منصور بوشناف صاحب مسرحية «عندما تحكم الجرذان» والذي سجن هو الآخر بسببها عشر سنوات عند تلقيه خبر الرحيل المحزن: «في الوقت الذي أعزي فيه نفسي لفقدي أحد الأساتذة الذين تعلمت منهم الكثير، وأتقدم بأحر التعازي للمسرحيين الليبيين والكتاب وأسرة الفقيد».
ويواصل بوشناف تأبينه التلقائي بالقول: «يعتبر عبدالكريم الدناع أحد المجددين المهمين في النص المسرحي الليبي؛ فمن أهم أعماله التي أضافت الكثير للمشهد المسرحي الليبي والعربي مسرحيات (دوائر الرفض والسقوط، وباطل الأباطيل، وسعدون)».
ويضيف الكاتب الصحفي أنور التير: «رحل دون وداع، ودون ضجيج، ترجل عن جواده وسافر، رجل المسرح والقلم. لقد فقده القلم والقرطاس كما فقده الركح والستارة».
أما علي عوين رئيس اتحاد الناشرين المغاربيين والصديق المقرب من الدناع فيقول: «لقد فقدنا علمًا من أعلام مدينة مصراتة وليبيا بالكامل، نحن في أمس الحاجة لجهده في الوقت الراهن، الذي تعيش فيه البلاد اضطرابات لن تتم معالجتها وتسويتها إلا بارتفاع صوت العقل الذي يمثله هؤلاء الكتاب والفنانين، رسل الحب والسلام والتسامح».
ويضيف صاحب مكتبة ودار نشر الشعب: «الذي أحزنني أكثر هو رحيله قبل صدور كتابه (الحصان الأسود) الذي هو تحت الطبع الآن، كتاب جميل انتظرنا صدوره لنحتفل به ونكرمه، ونقيم له حفل توقيع داخل مكتبة الشعب ناشرة الكتاب.. لكنّه رحل في وقت حرج.. فعلاً هو الآخر، لقد ترك الحصان وحيدًا».