.
إعطني ما شئت لكنّ..
لا تطالبني..
فليس لديّ ما أعطيك
يا وطني…
عبثَ الزمانُ بكلِّ أسلحتي
الكليلة….
و أمطرني بوابلِ شوكهِالدامي….
و أنضجني على جمرِ المواجعِ
………
يا أبي… كم كان ودّي أنّ
أنام….
بعد طُول مفازةِ الوَحشةِ
و الترحال و الزاد القليل…
غير أنّ النومَ قد صادرهُ
سقفُ الأماني …
يا أبي قد كنتُ أحلم …
حينما داهمني اللّيلة
كابوسٌ لعين
غطّني … ثم رماني
بسهام الأسئلة؟
ما الذي ينقذنا من
إشتباكِ المعضلة..؟
ما الذي يُنبئنا أو من يُجيب
عن فِخَاخِ المرحلة؟؟
عن سؤال الأحمر القاني؟
الذي صال.. و سال
من جميع الأوردة
ثم لم يلقى سوى
حُضن التُراب…
فَنَمى زهراً تسامَى
فوق وخزّ الشوكِ
و العوسج…
حتى صار إكليلاً على
هامة من أنهكها العسفُ
و آلام السنين الفاجرة
………
إنني أستحلف الدم الذي سالَ
بألّا يتخلّى عن أمانينا…
و أن يردعَ شهوةَ القتلِ
اللعينة..
فهي حملٌ كاذبٌ
سوف لن يقذفَ
من أحشائه غير الضغينة
………..
أيها الدمُ الذي زكّتهُ
أوراد السماء
أيها المولودُ من رحمٍ
تشكّل من دماءِ الشهداء…
حينما تُسألُ عند الله
عمن حاولوا ..
أن يخونوك و أن
ينهوك موؤداً
فقلّ…
إن فقدتُ اليومَ فوقَ
الأرضِ أسلحتي
فأنّي سأقاوم
بالكريات التي تسكنُ
في كل الشرايين…
و تصبُغ بالحناءِ لونَ
الأرضِ…
ألوان السنابلِ…
و زهور الأقحوانِ
و إذا إستنفذتُ كلِّ
الأسلحة…
سوف لن يبقى لديّ
غيرَ لون اللّعنة السوداء
أُهديه إليهم !!
و أقول.. مثلما قال المسيح
(( أبتاهُ لا تغفرَ لهُم ))
مصراتة
1-1 -2012