الطيوب
صدر قبل أيام عن كل من دار البيان للنشر والتوزيع والإعلان، ودار الجابر للطباعة والنشر والتوزيع والإعلان، بنغازي، كتاب (المرأة في إقليم قورينائية في العصرين الإغريقي والروماني)، للكاتب والباحث؛ الدكتور الصديق بودوارة.
يتناول الكتاب بداية نظرةً سريعة إلى ما أوردته المصادر التاريخية من أخبارٍ وفقرات تتحدث عن المرأة في الحضارات القديمة، توضح لنا أن مكانتها تراوحت بين تقدير وازدراء، وتقديس وتهميش، وسوف نستعرض قبل الدخول في تفاصيل هذا البحث مكانة المرأة في حضارات الشرق الأدنى القديم، ثم الحضارة الفرعونية وكلها من أبرز الحضارات العظيمة التي شهدتها البشرية، والتي شكلت معالم تاريخ البشرية بعد استقرار المجتمعات وبداية تأسيس الإمبراطوريات الكبيرة.
يضم الفصل الأول، على أربعة مباحث هي على التوالي، المرأة في حضارات بلاد الرافدين، والمرأة في الحضارة الفرعونية القديمة، والمرأة في النقوش والرسوم الحجرية في ليبيا، وأخيراً المرأة الليبية نقلاً عن المصادر المصرية، ونحن بهذا نكون قد دخلنا تدريجياً في صلب موضوع البحث بعد أن مهدنا له بفكرة عامة على المرأة في حضارتين كبيرتين، ثم استعراض لأحوال المرأة ومكانتها في الحيز الجغرافي الأكثر علاقة بمكان البحث. أما الفصل الثاني فهو بعنوان “المرأة الليبية في الإقليم”، ويشتمل على ثلاثة مباحث تبدأ بالمرأة الليبية ونظام تعدد الزوجات، ثم المرأة الليبية ومسألة مشاعية العلاقات الجنسية، ثم الحياة الدينية للمرأة الليبية في الإقليم، وأخيراً الحياة الاجتماعية للمرأة الليبية في الإقليم.
ويتناول الفصل الثالث موضوع المرأتين الإغريقية والرومانية في الإقليم، ويقع في ثلاثة مباحث بدأت بالمرأة الإغريقية، ثم المرأة الرومانية، وتناول المبحثان كل ما يتعلق بالحياة الدينية والاجتماعية للمرأتين، ورغم أن المرأة اليهودية كانت الأقل تواجداً، إلا أن واقع وجود اليهود في الإقليم حتم علينا تخصيص مبحث مستقل للمرأة اليهودية، ولم يكن ممكناً تخصيص مباحث أخرى لجنسيات عديدة كانت تزدحم بها بالتأكيد مدن الإقليم المزدهرة لأن المعلومات التاريخية كانت ومازالت شحيحةً جداً في هذا الخصوص، بينما انفرد الفصل الرابع بموضوع الشخصيات النسائية التي أثرت بشكل أو بآخر في الكثير من الأحداث المهمة في الإقليم.