الخميس, 13 مارس 2025
طيوب عربية

يسرقون الكحل من عين القصيدة

روضة الحاج | السودان

(المدينة القديمة) من أعمال التشكيلي الليبي عبدالجواد المغربي
(المدينة القديمة) من أعمال التشكيلي الليبي عبدالجواد المغربي

تنكأين الآن جرحاً
كنتُ أحكمتُ وصيدَهْ
وتزيدينَ اصطلائي
بحُميّايَ العنيدةْ
قلتِ ماذا؟؟
ليس كحلاً
إنَّما هُمْ
يسرقون الشوف من عينِ القصيدة!!
يا ابنة الحرف المُوشَّى
بالخُزامَى
بعبيرِ (الشيحِ)في الأرضِ السعيدةْ
إيهِ يا (ريميةَ) المعنى المُعنّى
بُحَّ صوتي
وأنا أبكي بلاداً
سرقوها
ثم مرّوا فوق جرحي وانتظاري
فوق حزني وانكساري
فوق نزفي واحتضاري
سرقوها
بالمواثيقِ الجديدةْ!!
يا بلادي
قسِّمي النيلَ إذا كنتِ
تُريدينَ انقساما
قسِّمي الشمسَ فما زالت تُغنِّي
للبيوتِ السُمرِ
من (نمولي) (لحلفا)
وتُسمِّي أهلَها السُمرَ الكراما
قسِّمي الليلَ المُغنِّي
حين يشدو (العطبراوي)
(أنا سوداني)
فنفني فيكِ وجداً وهياما
قسِّمي قلبي
إذا كنتِ تُريدينَ انقساما !!
قسِّمي أشواقَنا
عدلاً وقسطاساً مبينا
قسِّمي أحزانَنَا
أفراحنا
تاريخنَا الممتدَّ فينا
كلّما نودي (يا زول)
التفتنا
لهفةً وجداً وحباً وحنينا
فامنعينا!!
قسِّمي الأرض وقلبي
والمراعي ودمي
والسماواتِ وروحي
والفضاءاتِ ونبضي
يا بلادي
آهِ يا كُلِّي
وبعضي
يا معي
هل أنتِ ضدي؟
نُحْ مليَّا أيُّها الشاعرُ وأبكِ
فأنا
أطلبُ (التأشيرةَ) اليومَ لأرضي!!
قلتِ ماذا؟
يسرقونَ الكُحلَ من عينِ القصيدةْ؟
إنَّهم هم
سارقو الثورةِ والتاريخِ
والمستقبلِ الآتي
ودمعاتِ اليتامى
سرقوا تونسَ من ثورتِها
سرقوا دارفورَ من ثروتِها
سرقوا لبنانَ من روعتِهِ
سرقوا الجولانَ من عِزَّتهِ
سرقوا الصومالَ من إخوتِهِ
والعراقَ الحُرَّ من هيبتِهِ
سرقوا السودانَ من وحدتِهِ
وفلسطين المجيدةْ!!
وتقولين
لماذا يسرقونَ الكُحلَ من عينِ القصيدة؟
إنَّما الأرضُ ستبقى وتثورْ
طيننا
يمكن أن يُصبحَ ناراً
طيننا
يُمكن أن يُصبحَ نورْ !!

مقالات ذات علاقة

رواية الكابوس _ الوهم الداعشي بين الواقعي والمتخيل..

حواء القمودي

أسئلة من بريد القراء إلى الكاتب فراس حج محمد (3)

فراس حج محمد (فلسطين)

جنـون هم الارض سوادها!

إشبيليا الجبوري (العراق)

اترك تعليق