متابعات

نجلاء شوكت ويوسف فطيس يجتمعان في نداء الماء

الطيوب : متابعة وتصوير / مهنّد سليمان

المعرض التشكيلي (نداء الماء)

أقام بيت اسكندر للفنون ضمن برنامجه الفني والثقافي معرضا تشكيليا يمتد لمدة أسبوعين للفنانين “نجلاء شوكت”، و “يوسف فطيس” بعنوان (نداء الماء)، وذلك مساء يوم الثلاثاء 28 من شهر فبراير الجاري بأروقة الدار بالمدينة القديمة طرابلس، وعلى عزف الفنان الواعد “شعبان رحيل” على آلة القانون حضر مجموعة من النخب الفنية والإبداعية، وتضمن المعرض باقة متنوعة وفريدة من الأعمال التشكيلية لكلا الفنانين بعد غياب طال لسنوات عن المشاركات الفنية، ويتبيّن المتلقي تأويلا شديد الحساسية لعنوان المعرض الذي يطرح قضية فيها من المغامرة الكثير ومن الخطورة الشيء الأكثر فاللوحات المعروضة تجسّد قصيدة الوجع وألم الهجرة وتلقف اليم للأجساد المتهاوي والمتعطشة لحلم يصرخ في أعماقهم كنجوم الليل، وما تزال الهجرة غير الشرعية قضية الساعة، ومحطا للمساومات والإبتزاز بين دول العبور ودول الهدف اللونين الأزرق والبرتقالي يكادان يهيمنان على تفاصيل جُل الأعمال لدلالتهما الشفافة فهما يحملان الشيء ونقيضه النجاة من الغرق، والموت بطعم مِلح البحر، إن نجلاء شوكت تمارس عويلا مباشرا في بعض لوحاتها لكن ثمة جسر ينهار في لحظة الحسم وقوارب ممتلئة بمطامح الرجال وأفئدة النساء وبثقوب تتسرّب إليها المياه المالحة، بينما في المقابل نتوقف عند أعمال يوسف فطيس وكأنها تُحيك ثوبا للنجاة لأولئك الهاربين من جحيم الذاكرة وفقر الأيام فتُهيء وصولا آمنا لهم ألوانه من موسيقى ورقص .

حدس اللوحة

بدورها أوضحت التشكيلية “نجلاء شوكت” بأنها كانت أثناء تجهيزها للمعرض ترسم من حين إلى آخر ريثما اختمرت الفكرة في وعيها لاسيما وإن قضية الهجرة نحو أوروبا أصبحت تؤرقها، والجديد خلال العشرية الأخيرة أن نمطية الهجرة تغيرت فلم تقتصر هذه الهجرات على أبناء القارة الإفريقية فقط بل امتدت الأزمة وتشعبت حتى إلى دول أخرى في شمال إفريقيا فبتنا نرى ليبيين وتوانسة ومغاربة وجزائريين وسوريين يشدون الرحال على متن قوارب الموت في عُرض البحر، وأضافت هذا ما دفعني وحفّزني لتوثيق هذه المشاهدات التي تختزنها العين الواعية والمتألمة، واللجوء للفرشاة والألوان، وتابعت لعل الأمر تجاوز مهمة الراصد للدفع بجملة من التساؤلات كيف ؟ ولماذا ؟ وإلى أين ؟ وتساؤلات كهذه يصعب على اللوحة أن تجد لها إجابات حاسمة وقطعية، وأشارت أن رسالة اللون واللوحة تختلف عن رسالة المقالة أو النص الكتابي، وما يميز اللوحة أنها تمتاز بطاقة فلسفية وحدس داخلي أقدمه وأطرحه بروحي، فيما ذكرت شوكت أن حرصها على عنونة أعمالها الفنية يجيء بهدف التنويه أو إعطاء فكرة ما عن العمل بعيدا عن المباشرة فمجتمعنا بحاجة لإعانته على فهم الفنون التشكيلية فالرؤية لديه عن الفن التشكيلي غير مكتملة بعد، مضيفا بأن البحر جزء من تكويينا وهو أصل الكون كله، وبالتالي يشكل البحر نداء وجودي أكثر من كونه نداءً فيزيائيا، والأفراد اللذين ينجحون في الوصول نحو الضفة الأخرى من البحر تتغيّر نظرتهم وأخلاقياتهم، وكأنهم يولدون من جديد من رحم مخاض البحر.

مقالات ذات علاقة

حملة تطوعية تهدف لحماية مدينة لبدة

المشرف العام

افتتاح أول متحف للبريد في ليبيا

مهند سليمان

حديث الذكريات

المشرف العام

اترك تعليق