الطيوب
مكتبة الكون، طرابلس – القاهرة، تستمر في تجربتها مع الكاتب الليبي (البدري الشريف المناعي)، من خلال تعاقدها على نشر روايته الثالثة (على ضفاف نهر اكرسيلفا) لتكون في متناول عشاق الروايات ضمن اصداراتها للعام 2023م.
من الرواية نقتبس:
جَلسَا عَلَى المَقْعَدِ، وَجَذَبَهُ الشَّبَحُ بِقُوَّةٍ نَاحِيَتِهُ، حَتَّى صَارَ مُلْتَصِقًا بِهِ، وَقَالَ لَهُ: سَأرِيْكَ الآنَ مَا لَدَيَّ مِنْ أدَوَاتٍ لِوَضْعِ نَهَايَةٍ لِحَالَتِكَ المُزْرِيةِ، وأخْرَجَ الشَّبَحُ سِكِّيْنًا مِنْ جَيْبِهِ، ونَظَرَ إلى سَامِي نَظْرَةً ثَاقِبَةً قَائلاَ:
لابُدَّ إنَّكَ في يَومٍ مِنَ الْأيَّامِ قَدْ قُمْتَ بِذَبْحِ خَرُوْفٍ أوْ دَجَاجَةٍ، ألَيْسَ كَذَلِكَ؟
وَقَالَ لَهُ: لَا تَقُلْ لِي إنَّكَ لَمْ تَسْتَعْمِلْ السِّكِّيْنَ مِنْ قَبْلُ؟
صَدِّقْنِي يا سَيِّدِي أنَا لَمْ أسْتَعْمِلْ السِّكِّينَ إلا عِنْدَ الأكْلِ، وَكَمَا قُلْتُ لَكَ أنَا إنْسَانٌ مُسَالمٌ، ولا أُطِيْقُ رُؤْيَةَ الدَّمِ.
لِنَتْرَكِ السَّكِّيْنَ جَانبًا، وَأخْرَجَ الشَّبَحُ مِنْ جَيْبِهِ حَبْلاً، وَقَالَ:
مَا رَأيُكَ في هَذَا؟ لابُدَّ إنَّكَ خَنَقْتَ أحَدًا في يَومٍ من الأيامِ، ألَيْسَ كَذَلِكَ؟
عَلَيْكَ أنْ تَخْتَارَ الشَّجَرةَ التي تُرِيْدُ اسْتِعْمَالَها لِشَنْقِ نَفْسِكَ، وَأنَا سَأسَاعِدُكَ فِي رَبْطِ الحَبْلِ بِالغُصْنِ الذِي تَخْتَارُ.
يَا سَيِّدي صَدِّقْنِي أنَا لَمْ أسْتَعْمِلْ الحَبْلَ، وَلَمْ أخْنُقْ أحَدًا في أيِّ يَومٍ مِنَ الْأيامِ.. قلتُ لَكَ يَا سِيِّدي: أَنَا إنْسَانٌ مُسَالِمٌ لَمْ أؤْدِ أحَدًا فِي حَيَاتِي.
أه، مُسَالِمٌ، كلُّهُمْ يَقُوْلُوْنَ ذَلكَ!