نثريات من عراجين الذاكرة
هنا في هذه البقعة عند معارج الروح تلقاء شرق الدهشة
لا مناص من أن أعود لاحتطاب ذاكرة كنتٍ فيها بالأمس قصيدة.
تجاوزتُ لعبة المكر
وقفزتُ فوق خطيئات النص
حسبي حرفٌ من هيجانٍ
ليقيم جدار الغياب
وينحني المعنى عند هامةِ السُمو.
يبهرني فيك؛
ما قالت النوارس لزبد الموج
في بحر عتيد
ظلٌ مائل لا يناهز لوثة الشغف
على مائدة الليل الرتيب
المطرز بالصمت
ثمة وليمة من قمح شغفي
وجبة لزجة لنص شرس
تناهز صلصالك المحموم
تاهت فيه قوافل النزق
نقشر صهيل الرغبات
نلجم أفواه اللغة بمقام الدراويش
نتشيأ حمحمة الخيول
نلعق رعشة الزفير
ليسيل ماء الرهبة المالح
فوق خاصرة الظمأ
زعفران أشقر الغناء
سراب يهذي لمزيج محتمل
ينفش ذاكرة هشّة
يعبث بظلك المائل
مهدور يغرق وسط هواجس التحليق
موجع كتأويل الرؤيا
يضمرها ثغر الاكتفاء
قهوتكِ والإدمان
توأم الكافايين يثير بوهيمية نزقة
أصابعكِ الكربونية تزحف رويدا
نحو لجّتين من شمعٍ وحنطة
رغبة مستبدة تلفح نمش طائش البريق
تدلق نبيذكِ المهمل
يتعرشُ زغبٌ وبري الغواية
يبطشُ بلهات الضوء المهيأ للبزوغ
فتّشي على مهلٍ عن وجعكِ في العشب الضرير
اسكبي مفردة التوق ليضوع الرحيق
عند مضارب قريةٍ نائية
لتذوب لغتكِ في دِنان الشغف
قبل حصاد الريح ومخاض الزمن