إشبيليا الجبوري | عن الفرنسية أكد الجبوري
فن السينما مجموعة قواعد فنية معرفية متنوعة ومتعدد الأبعاد. وهناك مدارس ومنطلقا لأهدافها؛ فنية وفكرية روحية وجمالية… مجتمعية متعددةم لكل من حقائقها؛ التي تستند إليها أبعادها الإبداعية المتساوية والمتنوعة فنيا بالاستمتاع إليها في الحجاج عن المغزى. ولهذا السبب٬ نلاحظ باقة الفنون تتخذ منها حقا جمالا أكثر سببا في السعادة في المناقشات الاجتماعية والفكرية. مما يعد هذا السبب٬ أن تتخذ من بطونها قلقا على مجموعة العلائق المتشابكة المتماسكة و وحيدة أفراز من الأفكار المقبولة٬ وأختيارها كمرتكز لجميع عشاق ومحبي فن السينما وممارسي هذا الفن الرفيع٬ وهذا ما حدا كثيرا من الباحثين والنقاد على التسليم؛ بأن فن السينما في جوهره فن خاضع للجدل الإبداعي؛ والخلق في حقها لمعنى مؤول بواسطة مدركات بصرية تستند إليها في الألتقاط والاجتذاب؛ أي أن تصنف ما هو قابل معناه من الأهمية أو أنعدامه في أصل التعريفات الخاضعة لها أو إضافة ملزمة ومتفق عليها لأي مادة أساسية أو الاسباب الداعية في أخضاعها لإطرها الأساسية مع الفنون الجميلة الأخرى؛ التي تبني علميتها وجماليتها المكانية٬ وما حدا كثيرها في الكاميرا٬ على اخضعها في النقد والجدل في جوهر طبيعة المعنى٬ في نقد النقاد لمبدعيها. وهو أمر يطرح عددا من المشاكل والتساؤلا الجديدة٬ لأي موضوع يفكر في لظاهرة ما٬ وأن يصنف فنيا أو سرديا بالمفاهيم الاجتماعية ومن بينها؛ هل يحق الأعتبار أن تحقق السينما فنا جامعا من وحدات الفنون٬ والتسلط عليها من زوايا ماهية الأفاهيم للظاهرة الرئيسية٬ لمعالجتها بهذا الفن المهمم وكيف يجب أن يتم حال ذلك من تطور بعضها٬ بمدارس الأفكار الفلسفية والعلوم٬ في أتخاذ تعريف مناسب لها متجدد في تساؤلاتها؟
السينما٬ هي نزهة لغة العين من تأويل النظر إلى الفكر. مفتا معرفة المشاكل٬ ومحاولة طرح توضيح نخبة الأفكار٬ معالجة بنيتها في شرح موقف وإشكاليات الطبيعة المهيمنة في تذكرة التحقيقات الحقيقية/الأفتراضيةم الملموسة أو غير الملموسة٬ ظاهرة عينية بارزة/ضمنية وما هو من الإنسان أو إلى الإنسان؛ بين العلم والخرافة٬ الجمال والقبح؛ ثم في معاني المخلوقات٬ وتذكرة نزوع الآراء المهيبة والمجحفة عن الأشياء٬ في طبيعة الحياة وأفلاك المعرفة المنظمة في الأعمالم وقصص شعوبها٬ لها من النوافذ ما هو محض تأملات في التربية الذوقية٬ والسرديات العالقة بين العقل والتصديق والزخلاصم تأخذ للثورة في نوابغ الإبداع والحكمة٬ والمقاصد في أوزان الثقافات والأفعال ومعانيها.
بالإضافة إلى فتح الطوعية الفكرية في التصورات الفلسفية الناشئة أو المتقدمة٬ كمدخلات أساسية مساهمة من بوابة الفنون الجميلة المتعددة والمتنوعة. تحقيق وعد الذائقة المفكر فيهام في حرية فن الأدب ومختاراته الجميلة. وهذا يمنح علوية خاصة في أحياء طبيعة لغة العين؛ من النظر إلى الفكر٬ ضمن مهارات إبداعية المخرج لها في الكاميرا٬ وحيويتها المشتركة في تأويل لغة الأشياء إلىمعاني محصورة ضمن ما تنجزه الكاميرا كعمق بؤري أو محيط بؤري للموضوع٬ المناط حصريتهه.
ليس في هذا دعوة لللألم أو الأنكسار والاحباط على نحو ما قد يبدو عليها الأمر٬ السينما لها المشقة حال عزاءات القيم الإبداعية لباقي الفنون والعلوم في قيمها المضافة. وإن تنوع مدارس السينما ومذاهب فنونها وتعددها يعطيها جاذبية أكثر آخاذة في الروح الجمالية والمعرفية لها ـ٬ إذ ليس هناك ما هو أروع من تدخل الفنون وجمعها في (معطف فني)٬ إن صح التعبير٬ جامع٬ ما تطرحه من مناقشات مضافة٬ جديدة٬ وإن أي تجمع من المبدعيين والنقاد السينمائيين٬ سوف يولدون مخرجات لأروع الأفكار في النقاشات بإضافات قيميية٬ تولد حتما الكثير من الحججاج والمناقشات.
وعلاوة على ذلكمإن الآفاق ونطاق مدى الاختلافات الأفهوية ليس بالكثرة التي تجعلنا نخشاها. بمعنى٬ إن فن السينما ـ؛ وعلى سياق رؤية الذوق المرهف للموهبة المفرطة/المحددة في صنعة السينما٬ هي نزهة جادة ورائعة من النظر إلى الفكر٬ من التفاؤل الزائد إلى الحياة الثقافية الطامحة في توليد مناقشاتها وفق نطاقها المختلف في أفهوميتها و وجهات النظر التي تجتمع عليها أو تتعدد من قبل الباحثيين والنقاد السينمائيين أنفسهم٬ وعلى غرار رؤية الألمام التخصصي (موسعة)٬ قد يجعل الفكرة تنمو وتتزهر٬ ولكن الأفاهيم التي تزهر في معالم الفن السينمائي٬؛ هو تكون مسنتقاة إلى معنى٬ له جامع لقطات من أجزاء متعدد٬ عن لقطات صغير نسبيا من توجهات النظر والتحول بها إلى الفكر؛ والتي عبرها يمكن تحقيق التأليف البصري والتناغم الإبداعي للوحدات المتماسكة في العمل في ثقافة حياة العمل المشترك. أن درجة الاترتكاز إلى المتابعة المدركات البصرية ـ من العين إلى روح الإبداع المستنبطة من الأفاهيم الأجتماعية٬ أقرب إليها من المسارات كما نخشاها؛ التي بعض منها مستمد من رؤى منعزلة ومنغلقة على نفسها في أحياءها٬ فرحين بأفكارها وما أتاها من تزهر للتأمل؛ وهي تستذكر أو تجترح بعد فنيا متخصصا٬ فيما بينها٬ من الصنعة الحذقة؛ ذلك أنها تتقاطع ويتشابك بعضها مع بعض بعدد كبير من الوسائل٬ كما يشهد هذا الفن الكثير من النظريات الهجينة والمركبة؛ والتي تجمع عناصره مستقاة من عدد من جديد مدخلات الفنون الجميلة الأخرى.
نظريات السينما هي مواقف و وجهات نظر لظواهر متعددة؛ تتناول واقعا موضوعيا/متخيلا بشكل موضوعاته المستقلة٬ ويصعب أن يملك المشاهد/المتلقي القدرة على النفاذ إلى حقيقة تايجة تعقيداته. ونحن نختار دائما ما نهتم به من وجهة نظر معينة٬ كما أن وجهات النظر هذه التي نبني عليها نظرتنا ٬ تقع داخل العالم الفني الإبداعي للقطة ـ الفكرة المبصرة ـ٬ التي تحرص السينما أن تحددها داخل اللقطة المججتمعية للموضوع من هذا الواقع.
وعلاوة على ذلك٬ فإن الرؤى المتنوعة من الفنون في السينما٬ معتمدة على الرؤية المستمدة من موضوع للظاهرة/الواقع٬ وعند التألف بينهما مع فنون الأدب إليه٬ نتلمس الروح المتماسكة للفنون عند جمعها سينمائيا٬ يمكنها أن تعطينا صورة شمولية عن هذا العالم الجمالي المجتمعي٬ وما يمكن أن تعاطيه مهارات المبدع في قيادتها إلى حقيقته٬ وهو يسند هذه الوظائف الفنية من هذه الرؤية الفنية بمفردها الجمالي الإبداعي.
وكما هو معلن وجلي٬ أن لكل رؤية من هذه الرؤى الفنية لها مقامتها المستمد٬ من قيمتها المضافة؛ التي تمنحها صلاحياتها وأصالتها ٬ ضمن الصورة الأكثر شمولية في المدرك البصري٬ في إجالتها إلى الفكر في دورتها المتنوعة التي تعطينا أكثر معنى وشمولية لأصالتها.
وتمثل رؤيتنا الفنية والذائقة في النفاذ أزاء زي مشهد فني٬ أوصافا حقيقية٬ أو متخيلا يقترب من يقترب من معرفتنا الضمنية للمخيال لهذا المشهد أو ذاك من زاوية معينة يتم بناءها معرفيا٬ بحيث يتم تبيها وفق سياق معتمد واقعيا، والأمر نفسه ينطبق على تلاقح رؤانا إزاء الظاهرة المجتمعية.
وكما نحقق الفهم لمعنى فهما أكبر٬ إنعكاسا معترفا به ضمنيا٬ عندما نعتمد الفهم من زوايا أنتقالات الكاميرا وخلفياتها التي يمكن تلمس رؤيتها من خلالها؛ ننظر إلى اللقطات السينمائية٬ مواقف عبر مزيج من وجهات النظر الفنية الأدبية والمجتمعية المختلفة.
في حين يتراءى لنا هذا المزيج هو العمق التاريخاني للظاهر المناط أخذنا إليها٬ بتنوع الزوايا والمشاركة عبر الحوار البصري كـ”مشهد” أو حوار “نص”٬ فمن خلال هذه “اللقطة” ـ صنعة حوار المعنى ـ وما يتضمنه من مناقشات٬ وحجاج يمكننا تقديره من خلال زوايا نظريات كل فن أدبي مشارك فيه٬ والتأمل من كل منظور رؤانا٬ إليا بأوصاف حقيقية للمعنى٫ بحيث يشكل أعترافاا ضامنا بتنوع الأوجه لكل منظور٬ ويجعل منحناا هذا التقدير صياغة فهم أكثر مشتركا وشاملا للمشهد المجتمعي للظاهرة.
من هنا تعكس مفاهيم الفن السينمائي آخر ما تم التواصل إليه كوسائل سيمائية للزتصال٬ في هذه الحوارات في أنتقاء ظاهرة ما. ونجد هذه المفاهيم السيميائية٬ أهداف خاضعة للجدل من ناحية القاعدة العامة للنقد والإضافة في قيمتها المجتعية العامة٬ وتخضع كذلك المعاني للجدل الواقعي التطبيقي عند الممارسة أو الأخذ ـ عينة ـ منها في الأبحاث أو النقد بين الباحثيين أو النقاد في هذا الفن. ولا يحدث أبتكار المفاهيم إلا بوفرة الاسانيد العامة والدقيقة ببساطة وجودها٬ ليتم أقتطاعه ـ نموذج ـ لمعنى ما تم التواصل إليه في هذه المقدمات٬ وتلمس طبيعة الوجود لمنهج المعالجة الحقيقية٬ من خلال ما دفعت به التنظيرات٬ أو الحقائق المعينة في إطارها٬ بل عادة ما التزم الإمساك المنهجي٬ زن تدفع في حال الظاهرة إلى الحوار٬ من النظر إلى الفكر المنظم. ولم ينبثق ما يأتي به إلى نمو وتطور المعرفة التأويلية للمعنى بصورة تراكمية المعرفة المنتظمة ـ إذا ليس هذا هو الحال أيضا مع الفنون الأدبية الأخرى ـ وإنما أتى من خلال تكون لقطات/وتقطيع من الأتفاقات البصرية لأفاهيم مدركة مسبقا٬ والتي تأتي بتشكيل الصورة الذهنية الأوسع من الفهم في رسم أبعاد المعنى.
يتبع…
المكان والتاريخ: طوكيـو ـ 22.03.22
ـ الغرض: التواصل والتنمية الثقافية
ـ العينة المستهدفة: القارئ بالعربية (المترجمة)