“العلم هو المنتوج المتحصل عليه من جراء القراءة المدركة بحواس القاري نفسه لكل ماهو حوله”
أن هذا التعريف وضعته ليأتي مفسرا لما أمر الله سبحانه وتعالي به الرسول الكريم محمد بن عبدالله عليه الصلاة والسلام وتحديدا في سورة العلق حيث قال الله تعالي في محكم تنزيله: (اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ (1) خَلَقَ الْإِنسَانَ مِنْ عَلَقٍ (2) اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ (3) الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ (4) عَلَّمَ الْإِنسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ (5)) صدق الله العظيم.
حيث استشفيت من هذه الآيات، فيما يتعلق بالقراءة إنها تعلم مالا نعلم.
… إن ابتعادنا عن منهج الحق المنبثقة من شريعتنا شريعة القرآن الكريم ، وإتباعنا لمناهج غربية تعرف الأشياء بمرجعية اديانها ، ومن هذه الأشياء الهامة هو تعريف العلم والذي تم تعريفه بطرق أخري أخطرها الطرق المزاجية بناء علي هدف صاحب التعريف ومطمحه والغاية من أجل الوصول، أو دوافعه، مثلما حدث عند ما استهل بإقحام تعريفا مدسوسا لمصطلح العلم عن طريق المصادر والمراجع السابقة، حيث عرفت تلك المصادر العلم، بأنه نشاط (لغوي اجتماعي) يهدف به الإنسان إلي زيادة قدرته في السيطرة علي الطبيعة (الصبوة والقرشي 1995)
أو هو نشاط نحصل من خلاله على قدر كبير من حقائق الطبيعة والسيطرة عليها (إسماعيل 1989).
وهذا التعريف تسبب في اقتداء بعض الدارسين في الحقل الأمني بمختلف اقسامه ومن ابرزها القسم الجنائي وكذلك المختصين في الجانب الصحي النفسي والذين أصبحوا مختصين في علم النفس أو إخصائيين نفسيين اجتماعيين بعلم النفس بهذه التوجه والمنحى الخطير حيث يسعون للسيطرة، من خلال هذا التعريف راميين بعرض الحائط المفاهيم الأخرى أو التعريفات الأخرى والتي أسست الي مدارس علمية نفسية أخري، كالمدرسة الانسانية او ما عرف بمسمي القوة الأولي في علم النفس، لمؤسسها العالم النفسي ماسلو(Maslo)، ومعه العالم النفسي كذلك روجرز (Rojers) والذين اوجدوا المنهج الانساني .
إن اجتهادنا في وضع هذا التعريف يجعلنا نقوم الاعوجاج الحاصل في المجتمع، والذي سعوا به الي السيطرة علي ما يرغبون، وهذا القالب المعوج أصبح قاعدة و حجر أساس في تجهيل افراد المجتمع، وإبعادهم عن التمدرس والتعلم و التعليم الصحيح بانحراف الدراسة الي الرغبة فقط في النجاح واختصار هذه الدراسة في اسئلة واجابات فقط أو في اسئلة استرشادية واجاباتها، أو الدخول المباشر علي الامتحانات ومنع طرح الاسئلة علي مدرس الفصل بحجة ضيق الوقت، والقمع الفكري واهمال دور المعلم والمثقف وعدم احياء المناسبات المعززة لدور الحركة التعليمية والأدبية.
وبالتالي يجب أن نلغي فكرة محاربة العلم بالترويج لمفاهيم سادت وهي خاطئة مثل (إن التعليم الإجباري هو تجهيل إجباري) (الفصل الثاني من الكتاب الاخضر – القذافي 1978)،
فالتعليم الاجباري يجب أن يكون لغرض تفتيح وتنشيط وتحفيز الخلايا الدماغية والقلبية المختصة بالفكر والإدراك والبصيرة، لا أن تلغي اجبارية التعليم وتوصم بالتجهيل ليفقد العقل مرانه بممارسة رياضة القراءة والتفكر.