(1)
الولد
الولد جـــريحٌ ويقاتل
ودموع امرأة مُتجاهل
والحجر أصم يتصدى
يحمله طفلٌ يتحدى
يتحدى يهودي يتساءل
أين السلطان؟
أين الشجعان؟
أين الفرسان؟
أين الإنسان؟
لم تبق إلا الأكفان!
لم تبق إلا الأحزان!!
ودموع الأمُ المُتجاهل …
الولد هزيلٌ ويقاتل
وكلام امرأة مُتجاهل
ترجوه اذهب … لا تذهب
تأمره أغضب … لا تغضب
وكلام امرأة مُتقلب
وقرار الطفلُ يتغلب
ممتشقاً حجراَ ويجادل
وجهود الفتية تتضافر
لتكون جيشاً قُدسياً
ليحرر قُدساً منسياً
يتذكر أماً ودموع
يتذكر ليلاً وخشوع
يتذكر حاكم وخنوع
يتذكر موتاً ورجوع
يتذكر رباً وخشوع
يتذمر
يتذكر حجراً في يده
يتقلب.. يتقلب.. يتقلب
يقذفه بقوة ويناضل
والولد جريحاً ويقاتل
(2)
الحجر
الولد جريحٌ ويقاتل
ودموع امرأة مُتجاهل
والحجر ينطق كلمات
يحمله طفلٌ قد مات
قد ردد منذٌ سنوات
القدس أطلق صرخات
قد نادي فينا قد نادي
القدس تكلم قد قال:
ردوا أمجاد الأبطال
الزمن علينا قد مال
الزمن علينا قد مال
في الدنيا كثُر الأنذال
وأنقرض جنسُ الأبطال
لم تبق إلا الأحزان
تحمل أحجارا في كفة
والأخرى تحمل أحجار
والعالم كشفت أسراره
متنازل يبقي متخاذل
والولد جريحاً ويقاتل
الدموع
الولد جريحٌ ويقاتل
ودموع امرأة قد سُكبت
في الأرض العطشى قد نبتت
نبتة غريبة وعجيبة
نبتة عجيبة ورهيبة
نبتة كريهة وحبيبة
نبتة لم تخرج في الدنيا عبر الأزمان
تحمل أزهار الأحزان
منسوجة بسلك الأكفان
تحمل في شذاها أشجان
ممزوجة بعبق الريحان
تحمل أوراق النسيان
مخطوطة بدمع الإنسان
تحمل أغصانا كبنادق
وجذور في شكل خنادق
تحمل بذورا كرصاص
تعدُ بساعات خلاص
وتعد الأم عدتها
وتعود الدنيا لحالتها
ويعود الطفل منتصراً
وفي حضن أمه مُرتمياً
“القدس عادت يا أمي
القدس عادت يا أمي
قد ظهر الحق يا أمي
يا أمي قد زُهق الباطل”
والولد … هزيل … ويقاتل
عام 2002