الحلقة السابعة
في نطاق توثيقي لبعض الرائدات الليبيات، أحدثكم اليوم عن وردة فواحة وشجرة وارفة الظلال وسنديانة تطاول السماء وجذورها تمتد في أرضنا الطيبة، أحدثكم عن الرائعة شريفة القيّادي رحمها الله عرفتها منذ المرحلة الإعدادية كانت تسبقني بسنوات دراسية قليلة ولكن كانت تجمعنا المدرسة الواحدة لأننا لم نكن كثر لذلك نعرف بعضنا جميعًا كل من في المدرسة سواء في نفس الفصل الدراسي أو المدرسة عامة حتى لو لم نعرف الأسماء نعرف وجوه بعضنا، ثم تعرفنا أكثر في المرحلة الثانوية كنت أناديها بالدكتورة لكونها ترتدي النظارات الطبية منذ الصغر، منكبة على طلب العلم والمعرفة لا تضيع الوقت في الأشياء التافهة كغيرها ممن كن في نفس سنها عقلها أكبر من سنها هادئة الطبع خجولة كنا نلتقي في فترة الاستراحة لنحكي لبعضنا ما مر بنا أثناء الدراسة أو عن العمل خارج المدرسة لأن غالبية الطلبة كانوا يدرسون ويعملون في نفس الوقت، فعلً لقدا كنا نمثل الجيل العصامي الذي اعتمد على نفسه منذ نعومة أظافره، كانت تجمع بيننا الإرادة وأواصر المحبة والإخلاص للوطن الذي احببناه لدرجة العشق وعشنا فيه أجمل سنوات العمر أحدثكم عن الرائعة شريفة القيّادي رحمها الله التي توفيت وهي في ربيع عمرها.
شريفة القيّادي ولدت في 31/2/ 1947م في مدينة طرابلس ودرست في مدرسة المدينة القديمة الابتدائية ثم انتقلت إلى المرحلة الإعدادية بين مدرستيّ الحرية وهايتي ثم إلى المرحلة الثانوية في مدرسة طرابلس الثانوية للبنات، وإلتحقت بعدها بكلية التربية عام 73م فحصلت على الماجستير في الأدب من كلية التربية في أكتوبر عام 81م وانخرطت في العمل بهيئة التدريس قسم اللغة العربية بالجامعة، نشرت نتاجها الأدبي في العديد من الصحف والمجلات المحلية والعربية من بينها الرائد والفجر الجديد والأسبوع الثقافي الاذاعة، المرأة الجديدة، البيت، الفصول الأربعة، الناشر العربي، الناقد، لا.
ساهمت في العديد من الندوات حول المرأة وذلك خلال رئاستها لجمعية أحمد الشارف المنبثقة عن قسم اللغة العربية عام 73م
قدمت برامج إذاعية منها صوت المرأة في القصة العربية، ونساء رائدات
كتبت الخاطرة والمقالة والقصة القصيرة والرواية
من كتبها من أوراقي الخاصة 86م دراسات في الأدب 86م هذه أنا 95م رحلة القلم النسائي 97م إسهام الكاتبة العربية في عصر النهضة 99م
ومجموعتها القصصية هدير الشفاه الرقيقة
قصص … طرابلس الدار الجماهيرية 84م
مائه قصة قصيرة… قصص مالطا 1997م
هذه نبذة مختصرة عن الحبيبة والأخت الرائدة شريفة القيّادي رحمها الله وغفر لها وأسكنها فسيح جناته ورزقها الجنة مع الصديقين والشهداء.
وإلى رائدة أخرى في مجال آخر
أستودعكم الله والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.