من أعمال الفنان التشكيلي علي الزويك
شعر

براعِمُ اشتهاء وجدائلُ لهب

الطفلةُ الكبيرةُ

التي المرأةُ الصغيرةُ مِن قَبْلُ

وتربطُ خيطَها الأبيضَ في معصمي

كي لا أضيعَ في البناتِ

وأُقَالَ: “السوءُ”

 

الطفلةُ الكبيرةُ

الخاتمةُ دمِها على عنقي

وخائفةٌ مِن ظِلِّي عليَّ

تَخِبُّ في الحنَّاءِ والملاحِفِ

وحافيةً إلى النبعِ

تُفضي بها الأمواهُ لي:

 

“هَبْنِي لِشَعرِكَ الشاعرِ

يالغُزَيِّلُ الصغيرُ تُهتَ عني..”

 

وتلهثُ فِيَّ..

 

الطفلةُ النَّهْدُ

في أنينِ قميصِها الشَجَريّ

الطفلةُ العينُ

ملاذيَ إذ يُناهِزُني البكاءُ

الطفلةُ الوجهُ الإلهُ

تحتَ مَسَاكِبِ شَعرِها.. الشَّلالُ

تُبرعِمُ في صدري اشتهاءاتِ الحنينِ

وتجدلُ غيمَ آهاتي ضفائرَ مِن لهبْ

 

فأصرخُ أصرخُ في دمي

 

أُجاهِرُ بالربيعِ الغَضِّ في سُرَّةِ الطينِ الأبِيِّ

وأُوقِدُ مشاعِلَ صبْوَتي على مَسَاقِطِ غيمِها

 

الطفلةُ الماءُ

بعطرِها الأمينِ

تنفضُ شعرَها المبلولَ في وجهي

وتشدُّ ناصيتي في العناقِ

لتشهدَ عليَّ بجريرةِ العشقِ:

 

“يداكَ مُلطَّختانِ بدمي

أم دمي مُلطَّخٌ بيديكَ..؟”

 

وتلهثُ فِيَّ..

 

تقولُ:

“كُنتُكَ في البناتِ

يا ولدُ فَبَطِّلْ قد شافَتْكَ عيني..”

 

فأبكي،

على جريرةِ الأُمِّ

إذ تأوي لشجرتِها العجوزِ

تدسُّ صرختَها الأخيرةَ في قلبِ الجبلِ

وتقطعُ سُرَّتي في الظلامِ

لأُقَالَ: “السوءُ مَرَّتينِ”

 

تضحكُ

وأبكي،

 

الطفلةُ الغيمةُ

وحينَ حطَّتْ أصابعَها على رأسي

قالَنِيَ البكاءُ:

“لا ارتعاشُ دمِكَ في الألمِ الصغيرِ

ولا انجراحُ أصابعِها مِن كثيفِ شَعرِكَ..”

 

قال:

“تُسمِّي الحنانَ باسمكَ الخفيّ

وتمنحُ وجهكَ المشروخَ عذوبةَ الملامِسِ

فتلتئمُ..

 

الطفلةُ الكبيرةُ

التي كلُّ النساءِ

الطفلةُ

الخاتمةُ

الخائفةُ

الطفلةُ الـ..”

..

..

 

ذهبَ البكاءُ!

..

..

 

 

الطفلةُ الكبيرةُ

كانتْ أُمي

وحبيبتي.

 

مقالات ذات علاقة

ألقوا السّلاح وعمّروا الأوطانَا

المشرف العام

نَبْضَاتٌ …

جمعة الفاخري

تأملات رقمية

ليلى النيهوم

اترك تعليق