شعر

خِواءٌ بوشم الحرائق

عيشة بنت الحوات.. من أعمال التشكيلية نجلاء الشفتري.

 
الجلوس قُبالة البحر
لا ينفي قبح الرصاص
المتناثر خلفك حتى
و إن كنت تبحث عن سكينةٍ
أو تأويل لرعشةٍ مطليةٍ
بزرقةِ الحُلم ساعة الغرق
الجميل !
 
لن يبقى لك من ملامح
تتوارى خلفها بخجلٍ
امام مديح الجماجم
و تعاويذ الغبار
المنمق بوشم الحرائق
و الشعر الرجيم !
 
حين لا ربيع يحتفي
بعصافير كنت تربيها
على أصابعٍ من شمعٍ
و بكاء ..
 
اليوم و على تمام
خيبةٍ ونصف فرحٍ باهت
كنتُ ارسمُني
بوجهٍ ملاكٍ نزق
يستدعي نبوءة الغرق
على رملٍ مالح الحب ..!
 
أجمع غباري المتناثر
من نصٍ شريد لفرحٍ ناقص
اللون و الرائحة
في مساءٍ شاحب التوق
أزرق الدلالات معلقٌ
على نهودٍ هرمةٍ فوق
رصيف الأغاني ،
 
وحيداً يكنسني الخواء
على أرصفةِ فاقعة الغياب
أنيقة الخذلان ..
 
أخرج من عواء السؤال
مجرداً من يقين النهاية
 
كطفلٍ في زمنٍ
داكن الحلم له جنتان
قبلتان من وردٍ و دم !
 
هذا ما كان يحدث
و أنا في غفلةٍ من نعاسٍ
لحلمٍ لذيذ
تحت إبط قيلولةٍ
باردة العواء ..
 
وعلى شفير الحب
كنتُ اصنع
من جروحي
دُمية تبكي بدلا
عني فأبكتني
حين لا يبقى لنا
من جرحٍ جديد لا ينفك
يغرس أنيابه
بكل ماهو جميل .. !
 
تاركاً لكيوبيد * الطفل
الأعمى الجميل
و لسهمهِ
فض بكارة التيه
لا شيء سوى ان
أن يختار أكثر الدراويش
نضارةً ليصلب
على أجمل و شمةٍ
في وجه القبح !
 


* كيوبيد : هو ابن الآلهة ( فينوس ) أسطورة الميثيولجيا الرومانية كان طفلا بجناحين يحمل سهماً و يصور أعمى دلالة على الحب الأعمى .

 
21 / فبراير .. شباط / 2020

مقالات ذات علاقة

الخريف

سميرة البوزيدي

هوس الرماد

مفتاح البركي

فراغُ الاشياء…

محمد السبوعي

تعليق واحد

أحمد علي 27 فبراير, 2020 at 22:07

سلم هذا البوح الجميل ..
بوركتَ

رد

اترك تعليق