ترجمات

غزليات جلال الدين الرومي

مولانا جلال الدين الرومي

*

يأتي بحضور الصباح

نسيمه

تتابعه الملائكة

في دهشة .

 

معاً

دموع

وصمت يتنفس.

وذلك الصباح،

يكبر

أكثر قوة،

ينادي،

 

مَن الذي يُحبّ مَن،

مِن هاذين الإثنين؟

 

 

*

ادّعيتُ عينيّ.

 

إلى النهر سألتحق بهما

في الفصل المطير.

 

صبابتي. فاقعة الحمرة.

 

على الأقل جسدي لي

 

قبل مرور يومين،

سيشير الناس نحوه و يستهجنون

ويجبرونك على الخروج من المدينة.

 

*

 

وضعت قدما على البراح الشاسع للموت،

وعلى الفراغ ضجّت ضخامة هائلة.

 

لم أشعر

بشيء أبدا كدهشة تلك اللحظة.

 

 

*

كنتُ خجولا.

جعلْتَني أغنّي.

 

كنتُ أرفضُ أشياء عند الطاولة

الآن أصرخ لمزيد من النبيذ.

 

في كرامة متجهمة

كنت أجلس على سجادتي وأصلي.

 

الآن يجري حولي الأطفال الآن

وأمامي يلعبون.

 

 

*

يريد الناس أن تكون سعيدا.

لا تمنحهم ألمك

.

إذا استطعت حلّ جناحيك

وحرر روحك من الغيرة؛

 

أنت وكل واحد من حولك

قادر على الطيران عاليا كاليمام.

 

*

لماذا تدع الأشياء اليومية تزعجك؟

هل نسيت كيف هي في الزمن؟

 

أبوك لم يلتق مع أمك أبدا.

حديقتك الغناء التي تحيا فيها

لم تغرس بعد.

 

 

*

العمل في داخلك دائما.

لا تنفكّ هذه العقدة

بالاستماع إلى حكايا الآخرين.

 

البئر داخل بيتك

ماؤه أكثر

مرارة من النهر الذي يجري عبر المدينة.

 

*

أنت داخل المعنى، ليس الكلمات.

أنت القلب،

ليس واحدة من لغات القلب.

 

أنت الجوهر ضمن الكون،

ليس الكون.

أنت لا غائب ولا موجود.

 

 

*

مبارك أنا بالإيمان وملعون بالنسيان.

واضح، لكن مغطى بالطين.

راشد، أهرم، ولا أزال طفلا صغيرا.

 

حين أموت، لا تقل، هو ميت.

قل، كان ميتا. ثم عاد إلى الحياة،

وأخده أصدقاؤه إلى الصداقة مرة أخرى.

 

*

هذه الكلمات التي أقولها لا تمت لي.

أقولها ولست على دراية تامة بما أقول.

 

فيها طاقة وشيء قادر على استنزاف الطاقة.

لا حُكمَ لي على أي من ذلك.

أعلم أنها من قلبي تجيء، من عشقي.

ومازلت لا أعلم لمن هذه الكلمات.

 

 

*

كن صقرا بكيف تسير مباشرة إلى الهدف.

كن أسدا في كيف تمشي.

ملوكيا، بطريقة اختيارك لمكان الراحة.

 

ادخل عالم الروح ككنز لذلك.

سر سريعا حيث لا سرعة ولا بطء.

اصعد وراء أي علو وانخفاض.

 

لأن الروح في مئة ألف جسد.

ما الروح؟ ما الجسد؟

أنا كلاهما، ويوجد شخص أخر أنا أيضا.

 

لإرضائه،

أضع شخصيات متعددة. أقول سطوري.

 

 

*

إذا استطعت أن تكون سيد نفسك للحظة،

ستكون لك معرفة الأنبياء.

 

الجمال الذي يتوق له العالم،

جمال الغياب،

سيظهر

في مرآة بصرك.

 

*

أنا جدا قريب، قد أبدو بعيدا.

ممتزجا معك تماما، قد أبدو معزولا.

 

لذا في الفضاء المفتوح،

أبدو مخفيا،

أيها الصمت،

لأنني أتكلم معك باستمرار

 

 

اليوم، كنتَ داخل عينيّ طوال الوقت.

أنا مشوش، مقلوب.

في غاية القرب والوضوح أنت،

أشعر بانفصال عنك.

واعٍ بك جدا، لا أعرف شيئا.

 

*

بدأت أتعب من المخلوقات، أريدُ جمال الخالق.

لكن حين أتطلع هناك، أرى نفسي.

وحين أتطلع إلى نفسي، أرى ذلك الجمال.

 

*

ليس العاشق مسلما أو مسيحيا،

أو جزءا من أي عقيدة.

 

دين العشق لا مذهب له

لتؤمن به أو لا تؤمن.

 

*

طالما روحي في جسدي هذا،

أركع للقرآن،

غبارا على طريق يمشيه محمد.

 

لا تأول كلماتي كأنها مختلفة عن كلماته.

كل من يقول هذا، سأقطع معه

وأرفض ما يقول.

 

*

أنت بحر في قطرة ندى،

كل الأكوان في كيس دم رهيف.

 

إذن ما هاته المتع،

هاته اللذائذ، هاته العوالم،

 

التي تجهد للوصول إليها،

آملا أن تجعلك أكثر حياة.

 

*

تعال، تعال، أيا من تكون،

الهائم، عابد النار، عاشق الرحيل.

هذه ليست قافلة اليأس.

لا يهم إن اخلفت نذرك

ألف مرة، استمر بالمجيء،

و مرة أخرى تعال.

 

 

*

أريد أن أكون حيث

تمشي قدمك الحافية،

 

لعل قبل أن تخطو،

ستنظر إلى الأرض.

أطمح في تلك المباركة.

 

 

*

مخمورٌ

يبصرني قادما،

يصفق بيديه،

أنظر هنا،

لقد عاد حاجّنا.

عكس كل نذر التوبة.

 

هذا صحيح،

لكنه لا يعرف الكثير

عن صناعة الزجاج،

العمل المضني.

 

تذكر.

جهد أكثر،

يكسرنا بسهولة أكثر.

 

*

مطر يسقط

فوق رجل واحد،

يتحول إلى بيت.

 

البجعة تمد جناحيها وتقول،

أهطل عليّ أكثر من تلك القوة

التي منها نشأت.

 

 

*

دوران ودوران طوال الليل

في بيت الصديق.

 

هكذا يجب أن يكون،

فالمعشوق في حاجة إلى

الكأس فارغا، فارغا.

 

*

ليلة البارحة جاء الصديق للزيارة.

سألت الليل أن يحفظ السرّ.

 

لكن انظر، قال الليل،

خلفك تصعد الشمس،

كيف أرى أي أحد أي شيء؟

 

*

هكذا أود أن أموت

في العشق الذي أكنه لك.

 

كقطع سحب

تذوب في ضوء الشمس.

 

*

مَنْ لا يركض

إلى فتنة العشق

يمشي طريقا

لا شيء فيه حي.

 

*

قد ينتهي طريق عند بيت واحد،

لكن ليس طريق العشق.

 

العشق نهر.

اشرب منه.

 

*

نسمة خفيفة آتية أسفل الهضبة،

أغنية العصفور.

 

الكتابة الغريبة التي أقرأها

على باب حبيبي

 

تقول نفس الرسالة

الآن نوديت إلى الخارج فوق أعالي السقوف.

 

*

عبقك يملأ المرج

فمك في حمرة شقائق النعمان،

وبعد رحيل رسائل التذكير تلك،

 

ينفتح فمي،

وفي أي شيء أقوله، أسمعك.

 

 

*

كم من الوقت ستضربني مثل طبل

وتجعلني أتأوه لك مثل كمان؟

 

تجيب، تعال.

سأمسك بك قريبا مني

وأضربك مثل عود.

 

لكني أحس أكثر أني مثل ناي

تضعه في فمك و تغفل أن تنفخ.

 

*

وفد طيور يأتي إلى سليمان شاكيا،

لماذا لم تنتقد أبدا العتدليب؟

 

لأن طريقتي ، يشرح العندليب،

مختلفة. منتصف مارس إلى منتصف يونيو

أغني. الأشهر التسعة الباقية

فيما أنتم مستمرون بالزقزقة، أصمت أنا.

 

*

اعتقدتَ أن الاتحاد كان سبيلا

أنك قادر على أن تقرر الذهاب.

 

لكن عالم الروح

يتبع أشياء مرفوضة وتكاد تنسى.

 

دليلك الحقيقي يشرب

من جدول غير مسدود.

 

*

أكثر علامات البذرة العميقة فيّ هي الشوق.

في مركز الرغبة ما يرغب في الإختفاء

في طعم النبيذ الذي فيه

شيئ منك.

 

*

لا تمنع الأشياء الطيبة عن نفسك.

انظر رفقائك يبتسمون.

هم يعلمون.

 

خلوة عشقك ليست سجنا،

ولو أنها فوق الباب تقول،

لن تغادر هذا المكان أبدا.

 

مقالات ذات علاقة

شذرات من قصائد قديمة

زكري العزابي

الطبيعة في شعر الهايكو

عمر أبوالقاسم الككلي

شذرات من قصائد قديمة

زكري العزابي

اترك تعليق