أبوالفوارس
المقالة

هذا (العنتر)…

السقيفة الليبية

عايدة سالم

أبوالفوارس
أبوالفوارس

كتبت العزيزه فريده الحجاجي منذ مدة قصيرة موضوعا عن رائعة شكسبير (روميو وجوليت) وموقف عزايزنا منها.. اضحكني الموضوع ولم اعلق عليه لانني اصبحت وبحكم السن كمعظم عزايزنا.. لذلك فكرت ان اكتب حول هذا الموضوع رغم عدم إيماني بمثل ذلك الحب الضعيف الهزيل بين (روميو وجوليت) و(قيس وليلي) الي غير ذلك من القصص…

فالمرأة لا تريد رجلا ضعيفا وهزيلا.. قد تحب الرجل الهين اللين لطيف المعشر ولكن الضعف لا.. وكان العرب لا يرضون بتزويج بناتهم ممن يشبب او يتغزل بها لانهم يعيشون البداوة وتقاليدها ولا مكان للتحضر عندهم…
لا ادري كيف لامرأة ان تعجب برجل يبكي ويولول كالنساء ويهيم علي وجهه في الصحراء.. اي امرأة في العالم تحتاج الرجل القوي السند الذي يفعل الاعاجيب من أجلها لا ان يقدم روحه فداءً لها.. وماذا تفعل بموته؟! والا نطبق المثل الذي يقول ”ظل راجل ولا ظل حيطه“ كلا.. الحيطه افيد واقوي في هذه الحاله وتسند المرأة اكثر…
كان الرجل القوي في رأي معظم جيلي علي الاقل هو (عنتره العبسي) الذي احضر مائه من النوق البيض من (الملك النعمان) ملك (الحيره) وقت جبروته وطغيانه والذي استغله اسوأ استغلال ليحصل علي مهر (عبلة) وكتب فيها اروع قصائد الشعر والغزل وسط المعارك بينما غيره من الشعراء يذكرون محبوبتهم في جو بديع بذهن صافي بين النجوم والقمر فاستحقت قصائد عنتره ان تكون اجمل ماقيل في الغزل -واعتقد ان الاغلبيه يعرفون تلك القصائد-.. وبعد ان تزوج (عبلة) كنت اتمني ان اعرف بقية الحكاية.. هل كانت كما يقولون لنا (عاشوا في ثبات ونبات وخلفوا صبيان وبنات).. ام ماذا فعل الله بهما؟! الي ان شاهدت الايام الماضية برنامجا تقدمه مجموعه من السيدات الحشورات مثلي علي احدي الفضائيات المصرية.. ما أذهلني هذا (العنتر) الذي اقام الدنيا ولم يقعدها.. تزوج بعد (عبلة) سبع مرات وخانها 35 مرة (سبع مرات ياظالم).. هنا تذكرت قصيدة نزار قباني التي تقول:
قـصـص الهوى قد أفسدتك فكلها
غيبوبة.. وخرافة.. وخيال
الحب لـيس رواية شرقية
بختامها يتزوج الأبطال
فعلا الحب الحقيقي هو مايأتي ضمن اطار الزواج اما قبل ذلك فهو لعب عيال وهو رأي شخصي بدليل ان اغلب الزيجات التي بنيت عليه لم تصمد طويلا بل كان مصيرها الفشل والطلاق لان العقل لم يكن ضلعا فيه فالزوج يتم قبوله وفق مواصفات معينة تقبله كما هو دفعة واحدة.. اماغير ذلك تتفاجأ بانه لم يكن الشخص المثالي الذي كان يراه…

نعود لـ (عنتر وعبلة).. كيف لم ترفض عبلة تلك الاهانات المتكررة.. هل تم زواجه وفق صفقه ابرمها (عنتر) مع الاهل لانه سيدافع عنهم ويحميهم.. وكيف رضيت وهي المرأة الحرة العزيزة الابية.. بذلك اعتقد ان (عنتره) كان يعاني الكثير من العقد النفسية منها سواد بشرته وان (عبلة) ارفع منه مقاما وثقه بالنفس فما أن تزوجها اصبح يخرج كل عقده عليها وهذا يحدث عندما يكون احد الطرفين اعلي مقاما او اجمل اومكانة اجتماعيه اعلي هنا يبدو ان ماكان يشعر به ليس حبا بل شعورا بالنقص تجاه تلك المسكينه…
وفي الحياه نجد كثيرا من العلاقات الغريبة والغير سوية والعقد المتجذرة في بعض البشر فنجد رجالا من المفترض انهم محترمون وكما قالت احداهن ”بنشوف بلاوي“ علي الخاص ايضا علي العام فتجد شخصيات من كبار السن والمفترض انه شخص محترم يخفف في دمه مخاطبا صديقاته علي صفحته بالفيس بوك بفيفي وشوشو وغيرها من اسماء الدلع المختلفة.. والادهي والامر عندما يقول ”والله يافلانه لك وحشه“.. لا ادري مانوعيه زوجة هذا المتصابي الذي يعيش مراهقته المتأخره هل هي لوح من الثلج ام ماذا ولكن الايات الكريمة تقول الطيبات للطيبين والخبيثات للخبيثين او كما يقول المثل وافق شن طبقه او الطيور علي اشكالها تقع وقد كانت امي رحمها الله تقول اذا اردت ان تعرفي الرجل انظري الي المرأه التي يأويها اي ان المرأة مثال ومرآه وصورة لرجلها…
عندما توفي زوجي رحمه الله وفي شدة حزني وبكائ عليه جاءتني احدي الصديقات لتهمس في اذني ”اقله تعرفي مكانه ولست مثلي”.. نظرت اليها وهي قد تركها زوجها وتزوج بفتاة صغيرة السن لم استطع ان اقول لها شيئا فمأساتها كبيرة الا انها ساهمت فيها بقدر كبير.. فهي متسلطة جدا كل الامور المالية بيدها رغم انها لاتعمل وكانت الاموال والممتلكات بيدها هي لا يستطيع هو ان يوقع او يحرر شيكا باسمه.. وكم استغرب الجميع كيف استطاع ان يفلت من تلك القبضه الحديدية.. ولكنني ومنذ عرفتهما توقعت تلك النهاية فتضييق الخناق وبهذه الطريقه يأتي دائما وبنتائج عكسية.. أين المودة والرحمة بين الازواج واين الثقة المفترضة بينهما.. ومهما تقدمنا سنا ومهما إدعينا فما زال بداخلنا بقايا من ابي جهل من الهيمنة والغطرسة مهما ادعينا التقدم والمدنية…

في النهاية احب ان استرشد بحديث رسولنا الكريم صلي الله عليه وسلم (احبب حبيبك هونا ما عسي ان يكون بغيضك يوما ما وابغض بغيضك هونا ما عسي ان يكون حبيبك يوما ما). والي خربشات اخري استودعكم الله والسلام عليكم ورحمته وبركاته…

مقالات ذات علاقة

أسئلة في العملية التعليمية

يوسف الشريف

إدريس الذي هزمه الموت

أم العز الفارسي

هذه هي الثورة التي في المخيلة.. هذه هي الثورة التي نريد ..

مصطفى بديوي

اترك تعليق