فاطمة اعموم
القصيد الفائزة بالترتيب الأول في جائزة الشيخ الطاهر الزاوي للشعر الفصيح
زادُنا للزّمانِ: خُبزٌ خَواءُ
يا سماءً…
نُجومُها حَمْراءُ
زادُنا للزّمانِ:
حَبّاتُ قَمْحٍ تَنْحَني لاضْطِرابِها الصّحراءُ
حُزْمَةٌ…
مِنْ غُبارِ هَذي الصّحارَى تْزدَرينَا،
فَيورِقُ الازْدِراءُ
مَوْتُنا:
كَالنّخِيلِ يَبْقى وُقوفًا
حُزْنُنا:
في رؤى المَرَايَا إِشتِهَاءُ
مِنْ مُزاحِ الزّمانِ…
نَصْنَعُ مِلْحًا يُزْهِرُ الأرْضَ،
فَالرُّبَى بَيْضاءُ
نَذْكُرُ الأمْسَ…
كيْفَ كُنّا صِغارًا
وَرُؤانَا: تَبَتُّلٌ، وَغِناءُ
نَذْكُرُ الرّمْلَ…
مَلْعَبًا مِنْ نُضَارٍ
وَمَزارِيبُنَا: شُموسٌ، وَماءُ
قَلبُنا الطّفلُ:
وَجْهُهُ مِن حُسَينٍ
فِي بِلادٍ…
مُناخُها: كَرْبلاءُ
وَحْدِيَ اليَوْمَ،
والضّفائِرُ حُبْلى…
زَغْرَدَتْ… فِي مَخاضِهِنَّ النّساءُ
وَحْدِيَ اليَومَ،
والدُّروبُ تلاشَتْ
فرّقَتْنا السّنينُ… والأَهْواءُ
وَجْهُ هَذا الزَّمانِ،
فِعلا كَئيبٌ،
رَعْشَةُ الْقلبِ: فِكرَةٌ عَذْراءُ
تَلْتَقِينا…
كَسائِر القَومِ نمْضي
للْغِوايَاتِ… يُتْبَعُ الشُّعراءُ
تَرَكَتْنَا هُنَا…
كُهولا حَيارَى
يَحْتَمي في ثِيابِنا الأُمَراءُ
مُفْرِطٌ فِي الجُنونِ شَعبِي،
ولكنْ مِثْلُهُمْ هُمُ…
إذَا أحَبُّوا… أَساؤُوا
يَا بِلادي…
كَمْ يأكُلُ النّمْلُ جَيْبي!
وَالمَرايَا…
كَمْ خَضّبَتْها الدّماءُ!
فَوْقَ جِيدِ السّماءِ…
يُصْلَبُ قَلبِي
هَلْ تُراها…
سَتَسْتَريحُ السّماءُ؟!