نعمة الفيتوري
كشجرة بلا ورق … أبدو عارية
تتخللني الريح ..فلا أقاوم الانحناء..
لأعود بعد كل ميلة..
الريح تشتد ..
والعصافير التي اعتادت أغصاني
طارت فزعة
لكن صباح اليوم مختلف جدا
وبطعم غريب ..
كان علي أن أستمر رغم إلحاح الذاكرة
لجرجرتي لأحضانها الشائكة..
ثم إني خرجت ..
لا أدري كم مضى من الوقت
وأنا ألزم غرفتي
لكنه كان كافيا لمرور سيل من صورك العابرة.
لكم أكره الذاكرة ..
ولكم أحس بالمرارة
حين تختزل أعمارنا في إطارها .
يالقسوتي .. حين قررت أن أعيش بدونك..
غادرني شوقي
وترك لك المكان تماما كي تفتقدني ..
ولم يحاول البحث عنك ..
ونسي كلماتك عن صعوبة العيش بدوني
انا الآن
أجرب أولى خطوات إهمالك
وأرتشف كلمات الحب في قهوتي المرة
لتصبح أكثر مرارة ..
وأبتلع خيبتي مع كوب الماء الدافىء صباحا لتذوب مع دهوني المتراكمة
لن أتذكر شكلك
سأرسم لقلبي طريقا فرعيا يؤدي إلى السماء وتعانق غيمات الرحمة ..
أكسر مرايا البيت كيلا أراك
لا أملك إلا عمرا واحدا
لكني سأنحر أيامي القادمة لتسيل منها دماؤك
وأخنق هواء البيت الذي تنفسته معك حتى لا يسري في رئتي مجددا.
كنت مدارى بعين واحدة..
كم فاتني الكثير دون عينين .
حين أتحرر من كل شيء
وأستعد ما تبقى لمعركتي الكبرى
سأستعيد نفسي .
