عبر حسابة على الفيسبوك، كتاب القاص والروائي “شكري الميدي“:
داخل مركز الصابري الثقافي، وجدتُ أعداداً من مجلة الآداب البيروتية، ومن بينها عدد مخصص لمشاركات الأدبية التي ألقيت في مؤتمر الأدباء سنة 1977 ومن تلك المقالات واحدة لإبراهيم الكوني تحدث فيها عن “مشكلة الرؤية الفلسفية في الأدب العربي المعاصر” المقالة تمثل رؤية #إبراهيم_الكوني للعمل الأدبي، دون الفلسفة ليست هناك رواية، ذكر بأن هذا هو سبب محدودية القيمة الإنسانية في أعمال #جاك_لندن. إضطهاد الفلسفة بالإضافة لتسطح العمل الفني. كنتُ مسحوراً بروايات جاك لندن، ولا أزال كذلك. أنجز قصة رمزية مذهلة عن التوحش الإنساني، الصراع من أجل الإستمرارية، بعنوان “شريحة لحم” تروي قصة ملاكم مسن (توم كنغ) يواجه ملاكماً شاباً (سانديل) داخل الحلبة. مشاهد مذهلة. عن تلك الأشياء التي يفقدها الإنسان، دون فقدانه للأمل. سانديل الشاب ينتصر، ولكن هذا لا يقنع توم المسن بقبول أن الهزيمة كانتْ بسبب السن والتداعي، يُصر على إن المشكلة تتمثل في عدم إيجاده لطعام الجيد. طوال جولات الملاكمة يُواصل التحسر على عدم إيجاده لقطعة لحم تمنحه القوة. ثيمة سينمائية مدهشة تكررتْ كثيراً في الأفلام الهوليودية التي تناولتْ قصص الملاكمين من زمن العشرينيات القرن الماضي (مثلما يحدث في فيلم الأمريكي Cinderella Man) أغلبهم كانوا يعانون جسدياً ويحلمون باللحم من أجل الاستمرار في دعم عائلاتهم. الهزيمة لم تكن واردة لأنها تعني بقاء عائلاتهم بلا طعام، إنها خلاصة التي توصل إليها إرنست همنغواي والتي تأثر بها إبراهيم الكوني بشكل أساسي في أغلب رواياته، باعتبارها الفلسفة الحقيقية والنهائية أمام الإنسان المعاصر داخل الصحراء.
الإنسان قد يُدمر، ولكن لا يُهزم.