من أعمال الكيلاني عون
شعر

ذكريات !

من أعمال الكيلاني عون

 

كنا نذهب …
إلى المدارس راجلين
تصفع وجوهنا الصغيرة
حبات البَرَد في نهاية فبراير
أو وهج يونيو
نمشي على بطون خاوية ..
في مؤخرة سيارة نقل عتيقة
إن حالفنا الحظ يوماً !
كنا ننجز واجباتنا المدرسية
على ضوء الفنار الخافت
المعمد برائحة الكيروسين
ولكننا كنا سعداء
يستهوينا هرج الأقسام الداخلية
والصداقات الموزعة
على جغرافية ليبيا
كنا عشاقاً جيدين
نتبادل مع حبيباتنا
الرسائل الحميمة
المطرزة بلوعة الحرمان
نستغل نوم النهار
لنمرر في ظلمة الليل
مواعيدنا الدافئة !
لكننا كنا سعداء
تقذفنا المدارس
لبهجة العمل
العمل بمرتبات ضئيلة
ومدمنة على التأخير !!
مرتبات أصغر
من ثمن حذاء فاخر
أو ربطة عنق لأحد الثوار
أو علبة مكياج
لأحدى الراهبات !
مرتبات تحرجنا
أمام حاجات زوجاتنا
وأمنيات أبنائنا !
ولكننا كنا سعداء
نهرب من هجير المعيشة
صوب بحر خجول
أو غابة بِكر
نغني بلا حدود
نسهر بلا حدود
وننام بلا خوف
عشرات السنين
و النهج الواحد يخنقنا
في الأكل
في اللباس
في غرفة النوم
أو ستارة الحمّام
في السياسة !!
لكننا كنا سعداء
سعداء لأننا
لم نتعرف بعد
إلى لعنة الحرب ….

مقالات ذات علاقة

كما يرحل الغزاة

سراج الدين الورفلي

انثى الاستفهام

حنان كابو

كم من خريف قد مضى

يوسف سليمان

اترك تعليق