متابعات

مواهب ليبية تتحسس طريق فن الغرافيتي

الفنان التشكيلي الإيطالي لوكا ماريوتا يشرف على ورش عمل لتكوين
شبان ليبيين في الرسم على الجدران وتمكينهم من فن جديد للاحتجاج.

ليبيا المستقبل – وكالات: احتضنت طرابلس في الآونة الأخيرة حدثا فنيا نادرا من نوعه في ليبيا حيث نظمت مؤسسة “أريتي” الليبية للثقافة والفنون معرضا ومجموعة من ورش العمل للفنانين الناشئين. وأقيم المعرض بالتعاون مع جامعة طرابلس ودار الفنون والمركز الثقافي الإيطالي في العاصمة الليبية. وقالت ريم جبريل المديرة التنفيذية لمؤسسة أريتي “اليوم عندنا عرض لأعمال ورش العمل التي قمنا بتنظيم جزء منها.. كان معنا في تنظيم ورش العمل جامعة طرابلس والمركز الثقافي الإيطالي.” وأضافت “سبب استقدامنا فنانا (إيطاليا) ليقدم لنا ورشة العمل هذه يعود إلى أن هذا النوع من الفنون منتشر في العالم وفي كل الدول حتى في الوطن العربي الذي يوجد فيه فنانون معروفون في هذا المضمار.. أحسسنا أننا في ليبيا نفتقد هذا الفن.”

جداريات 3

واستضافت مؤسسة أريتي الفنان التشكيلي الإيطالي لوكا ماريوتا لإدارة ورش العمل للفنانين الليبيين. وقال ماريوتا “نظمنا ورشتي عمل مختلفتين. واحدة هنا في دار الفنون لبعض فناني الغرافيتي وواحدة أخرى في الصباح بالجامعة.. ثمة لوحات في الداخل رسمناها في الجامعة وأعمال الغرافيتي موجودة في الخارج.” وكان الفن التشكيلي في ليبيا مهملا إلى حد بعيد في العهد السابق كما كانت كل أشكال التعبير الفني تخضع لرقابة صارمة من السلطات. لكن الإبداع عاد يتدفق في ليبيا بعد الثورة وصار المبدعون يتمتعون بمناخ جديد من حرية التعبير. ورغم ذلك فما زال اضطراب الوضع السياسي والأمني وقلة الموارد والتدريب يحدان كثيرا من الإنتاج الفني في ليبيا. وذكر الفنانون الذين شاركوا في ورش العمل أنها كانت فرصة فريدة لصقل وتحديث المهارات.

وقال الفنان الليبي رضوان محمد “(ورشة العمل) فيها استفادة من ناحية فنية، ومن ناحية ثقافية، ومن ناحية توسيع الآفاق للخروج من ‘داخل الصندوق’.. فكرت أن الورشة خارجة عن المألوف يعني فكرة ننطلق منها إلى أشياء جديدة وعملية تواكب العصر والفن.” وفجرت الانتفاضة على نظام الحكم السابق في ليبيا موجة من رسوم الجرافيني الجدارية في مختلف المدن تعبيرا عن سقوط حكم القذافي وأحلام الليبيين بالتغيير إلى مستقبل أفضل. وبعد ثلاث سنوات من انطلاق الثورة الليبية انتقلت مواضيع الغرافيتي إلى آفاق أرحب. ويواصل هذا الفن الازدهار. وقالت زائرة للمعرض تدعى أحلام الشريف “المعرض برأيي هو شيء رائع لأنه لامس حتى شباب الشوارع.. جاؤوا بهم ليعبروا.. حددوا لهم خانة معينة واتوا بهم ليعبروا في إطارها.. هناك نوع من الشباب عندهم روح الفن لكنهم لايعرفون كيف يوظفونها.. شركة أريتي عرفت كيف تأتي بهم وتجمعهم في المكان المناسب وهو دار الفنون وتركتهم يعبرون.” وشارك 32 فنانا وفنانة من ليبيا في ورش العمل وفي المعرض الذي استمر ثلاثة أيام.

مقالات ذات علاقة

إحياء ذاكرة التراث الليبي في معرض الطوابع البريدية

مهنّد سليمان

تواصل فعاليات مهرجان الكتب المستعملة والقديمة بميدان الشهداء بطرابلس

المشرف العام

صراع الخيمة والقصر… رؤية نقدية للمشروع الحداثي الليبي

المشرف العام

اترك تعليق