طيوب عربية

همس الكلام..  بين عباس محمود العقاد ومحمود طه

العقاد وطه
العقاد وطه

صدفة وقفت على تشابه في بيت شعري في قصيدة “يا نديم الصبوات” للشاعر والمفكر الكبير عباس محمود العقاد، والتي يقول فيها:

-ذهـبـيُّ الشـعـر سـاجـي ال = طـــرف حـــلو اللفـــتـــات

والقصيدة من تلحين الموسيقار رياض السنباطي ،وذلك في الأربعينيات من القرن الماضي، ويتكرّر نفس البيت بمعنى متشابه عند الشاعر محمود طه في قصيدته “الجندول” التي كتبها في أواخر الثلاثينيات من القرن العشرين أي سنة 1938 عند زيارته لمدينة فينيسيا “البندقية” بإيطاليا، والقصيدة في ديوانه ” الملاح التائه” والتي غنّاها الموسيقار محمد عبد الوهاب سنة 1941، والبيت في قصيدة علي محمود طه فهو :

“ذهبي الشعر” شرقي السمات .. مرح الأعطاف “حلو اللفتات “

وبعد الرجوع الى تاريخ كتابة قصيدة العقاد يتبين للقارئ أن قصيدته قد صدرت في مجموعته الشعرية الثانية “وهج الظهيرة” عام 1917. وهنا يؤكد لنا التاريخ بأنّ محمود علي طه هو من تجنّى على البيت الشعري للعقاد، فهل يسميّ النقاد والقراء ذلك سرقة أدبية أم توارد خواطر؟ أم يسكت عنها الجميع في حق شاعرين كبيرين، وقصيدتين عرفتا طريقهما للحن والغناء العربي من كبيرين في عالم اللحن والموسيقى، والقافية مع الاختلاف في الوزن؟

– وهذا مقطع من قصيدة ” الجندول” لمحمود طه”

-أين من عيني هاتيك المجالي يا عروس البحر , يا حلم الخيال

ذهبي الشعر , شرقي السمات مرح الأعطاف , حلو اللفتات

كلما قلت له : خذ . قال : هات يا حبيب الروح يا أنس الحياة

وهذا مقطع من قصيدة ” يا نديم الصبوات..” لعباس محمود العقاد:

– أين أنت يا نـــديــم الصــبــوات = أقــبــل الليــل، فـهـات

ودَّ لو يــــســــأل مــــالي = مـــســـتَهَـــلَّ العـــبــرات

وإذا قـــلت شـــجـــانـــي = مـــن أفـــدِّيـــه بـــذاتــي

ذهـبـيُّ الشـعـر سـاجـي ال = طـــرف حـــلو اللفـــتـــات

ترك الرأي لكم… ورحم الله كل شاعر مبدع صنع مجده من عظيم موهبته كي تعمّر في الناس.

مقالات ذات علاقة

تركت قلمي

المشرف العام

ليس دفاعاً عن الناشط الفلسطيني أمين أبو راشد

مصطفى يوسف اللداوي (فلسطين)

حياة البيكارو في اعترافات الفتى القيرواني وحكايات أخرى

المشرف العام

اترك تعليق