1.. اتهام
الشمس مصلوبة على أكفنا
وأصابعها تهرب منا
تنزرع أزهاراً في حلقنا الأسود
آه
لقد هرب كل شيء من يدي
الفرح المطرز بالنجوم
السماء التي ترتدي أثواب الكاهنات
الأزهار التي تدس وجوهها خوفاً في الهواء
النهر الأبيض الذي أحببناه كثيراً
هرب من ضفتيه
فلا تساعدوني كي أتكلم
وأصفع نجمة وقفت بيني وبين حبيبتي
دونما استئذان
لا تسامحوني
أحرقوا السنابل بملء أفواهكم
وافتحوا ا؟لأبواب التي تجلب الخرائط الدامية
أنا البريء
أعيش زمناً يصير العالم فيه غابة
وغني اتهم القطط السمينة
وطيور الصيد المتربعة فوق قلبي
أتهم الصمت العربي
والسلحفاة صاحبة المؤامرة
حبيبتي.. أي الذنوب ارتكبت
ان تحول الوطن غابة كلس ما ذنبي
عن كنا نكتشف في كل خطوة بئر نفط جديد
هبني وطناً أيها الرخام العربي
أنا الولد المختنق
ارسم دائرة للضوء
فترتطم أصابعي بالجدار
ها أنا أتكئ على جدار المساءات
ألمح وجهي متألقاً في سكون الينابيع
وجهي العصفور حلم المدينة
وهذا جسدي متوهجاً أراه
ينتفض من حطام الوقت والمرايا
اخرج من جراحي ملتهباً
يا أمنا المس
لقد سرق الغول حلوانا
نحن نحتمي بنهار ابيض
وبغيمٍ يسقط على جنازة مرت
قالوا لنا: النهار مات
إنهم يحملونه شاسعاً على ظهورهم
أخبئ عيني في عيني
كي أراني أرتدي بياضاً جديد.
2.. كون يخونني ويبتهل لسواي
أحدٌ ما
يترك وحيداً في الظلمة
فامض أيها الصبي
أرسم على ألواح الليل قصائد صمتك
هشم زجاج القلب
واطردني منك إن تشتهي
جفف حلقي بكفك الأبيض
وبلل عظامي بغيث من المودة
أنا الذي لا تراني في مرآتك
مددت المحبة من كفي إليك
فالتقطني
مضيت إليك خارجاً من نفسي
تنكرت لي
أوصدت نوافذي عنك
ألفيتك في غرفتي عصفوراً وحيداً ينوح
أنا الذي لا تراني في مرآتك
أكتبني قصيدة حدها المدى
وثمة شخص يشبهني
ربما كون يخونني ويبتهل لسواي
ربما شجرة لا تتوسل عند أقدام الريح
وعصفور يهرب ن أسوار قصيدة
ربما تسقط في بحر ربما
ربما حبي يبحث عن وجهه
في مرايا محطمة
ربما كنت أنا الذي يشبهني
3.. اللون الذي يجمعنا
حين أحتار كثيراً
أي الألوان اختار في الصباح
أسكب كل الألوان في قلبي
تخرجين أنت
خضراء ندية
متوهجة بنقاوة الأرض ومجد السماء
أراك اللون الذي يجمعنا
اللون الذي يشبهنا
وحين يصير العالم رماداً
وحدك تبعثيننا من جديد
_______________________________________
مجلة الفصول الأربعة.. العدد:29.. السنة:8.. يونيو 1985.
