شعر

جمرة لؤلؤة العيد

من أعمال الفنانة التشكيلية “مريم الصيد”

لعل الرحيل سمة لن تفارق الإنسان حتى ولو كان شاعرا…. حتى وإن كان النبض في عروقه يستلهم الدفق من آخر يبتعد بقدر ما هو قريب…. ويالها من لوعة أن يرحل ذات فجر دونما إنذار مسبق ذلك النبض المتسرسب عبر شرايين التوق المتناغم مع أنّات الانتظار أيضا دونما جلبة ….
ترفض الشاعرة “أُميلة” ذلك الانتهاء … رفضا يُحيل ذلك النبض بذلك الدفق بكل فوران أتون التوق بعظم وحرقة أنفاس الانتظار إلى بحث دؤوب لا يكلّ ولا يتوقف عبر تشابك مسارب ذلك النبض المكتظ فيها كقطيع النو المتدافع نحو المجهول والمختمر بها حد التعتّق المتلظي منها حدّ التفحم رفضا صيّر حصون الذاكرة الحصينة لحدائق تُنبت الزنبق عناقيد تتدلى حول أقداح الروح المُذهّبة تتقاطر فيها رشفات شهد معتق ألف ألف نبضة… وتتعاظم حالة التوق في معنى الكلام بأسلوب تمني عصرته لوعة لا تنتهي فتقول الشاعرة:
(كم أتمنى
لو كنت
أملك أن أكون
جمرة
في
هاتين
اللؤلؤتين)
كيف للوله أن يكون بكل هذه السطوة على مداخل ومخارج القلب وكيف يُحكم قبضته على تلابيب الروح… آنذلك الدفق المسترسل أن ينعكس في مرايا التمني وجه صبح خلع منذ برهة ليلا طال حتى صار شيخا يمسح عن عينيه غبار النسيان وتضيء بقاياه المتسربة فتحيلها اشتعالا يؤرخ لعيد الروح المكتمل بدرا يتعلق في جيد السماء قنديلا بألف ألف مصباح ….
وتتوسع مساحات الوجع ما بعد مسارب النبض ومصبات دفق القلب إلى ضلوع سكنها الاشتياق فأرسلت تباريح الشوق كسرب نوارس وصلت بواكيره المنهكة جزيرة ترتسم في أفق الرحيل وليدا انتظرته الأساطير ألف ألف سنة…
إن من الشعر لخمر يذهب ألباب العارفين الفاهمين فكيف إذا ما صيّر المعنى الكلام بحورا سبع وحورية وقرصان وجزيرة يرسمها خط الأفق في مرمى البصر بلون الشفق آكام آكام تغطيها ظلة تستمطر مسارب تبللها لتُنبت زنبق الشغف ويفوح شعرا وسحرا ….
” أُميلة النيهوم ” شاعرة تقفز على حواجز الزمن ممتطيةً جوادا تبثه الريح … لا فُضَّ فوك.
24 _ 07 _ 202‪1

علي الشرقاوي


جمرة لؤلؤة العيد


آهٍ لنبضك
الذي
لم يَرحل
عن
حبل
الوريد
ظلّ
يَلهث
في مسارِبهِ
رافضا
الانزواء
خلف
قِلاع
الذاكرة
وتِلال
البِيد
كم أتمنّى
لو كنتُ
أملكُ
أنْ أكون
جمرة
في
هاتيْن
اللّؤلؤتيْن
إذن
لأضأتُ
مِن حَولك
قناديل
العيد
وجَعلت
من عمري
وَهَجا
مُمتدّا
يملأ دُنياك
نورا
و
ضياءً
و
بهاء
نشيد
ويُريكَ أنين
ضلوعي
بقلبك
ويُولد
الفجر
بيْن قلبيْنا
وتُمطر
آكام
اللّهف
شغفا
و
غيوم
قصيد


ابنتك أُميلة النيهوم / اليوم الثامن لفاجعة الوجع

مقالات ذات علاقة

أريد

سميرة البوزيدي

عن العزلة وأشياء أخرى

عاشور الطويبي

دماء

أكرم اليسير

اترك تعليق