سعود سالم

تنزف الوردة
وتنزف
تفرغ حمرتها على الرصيف
مطرا يمتزج بدم السماء
وتتراءى
في المرآة
واقفا
عند مفترق الطرق
تأكل أصابعك
ترتدي وجهك الشاحب
تتأمل وردتك
المصابة بفقر الدم
ترشف من بحيرة السكون
أناقة البراءة بلا ظلال
وتنتظر
تنزف الوردة
صديدا
فالأحمر اشتراه العبيد
ثمنا لحرية العبور
تنزف الوردة ملحا
حينما يركب الفقراء توابيتهم
ويبحرون
في ظلمة الليل
يجدفون
وتبتعد اليابسة
تبتعد عنهم وتقترب
شواطئ الجحيم
تنزف الوردة
أسماكا بلا عيون
تتراءى لهم
في العتمة
تقفز عارية
تلمع على ضوء الكشافات القوية
لقوارب حرس الحدود
توزع زجاجات الماء
على الأسماك العطشى
وتجفف الظلمة المبللة بالدموع
ومياه البحر المالحة
تنزف الوردة قلقا رماديا
وظلالا
وتكتب محضرا لليل الطويل
الذي اغتال النهار
وخرب احتفال النجوم الآفلة
وأشعل الحريق في غابات الصخور
وأفرغ البحر
في السماء
بلل النجوم وأغرق القمر