عندما نقول (القلب)، فإنا اول من يلتمع في أذهاننا، المشاعر الإنسانية، وأن تكون أخصائي قلب، تعرف دقائقه وخفاياه، وتقوم على علاج من يصاب فيه، فهذا يفتح أمامك باباً لدخول عوالم المشاعر والأحاسيس الإنسانية، خاصة لمن يمتلك ناصية الحرف.
الأستاذ الدكتور “فتحي أبوالقاسم الغماري” أخصائي القلب، ولد بمدينة طبرق العام 1947، درس الطب البشري بجامعة بون في ألمانيا، العام 1975، التخصص في جراحة القلب والأوعية الدموية في أكتوبر 1986، عضو هية تدريس بكلية الطب بطرابلس، منذ العام 1989، مع التدرج إلى درجة أستاذ. أحد الأعضاء المؤسسين لجمعة القلب الليبية والجمعية الليبية لمكافحة التدخين، وعضو بالحركة للكشفية منذ سنة 1961.
الدكتور “الغماري” إضافة لتخصصه العلمي الدقيق، له اهتمام بالأدب والإبداع، فهو يكتب الشعر والنثر، وله اهتمام بالتاريخ يتجلى من خلال قيامه بتنقيح ومراجعة وتنسيق كتاب (ذكريات معتقل العقيلة) للمرحوم المجاهد “إبراهيم العربي الغماري”، والصادر عن من منشورات مركز الدراسات التاريخية بطرابلس .
هنا في هذا اللقاء السريع، نلتقيه في حوار بعد صدور كتابه (أفكار وخواطر) عن مكتبة طرابلس العلمية، والذي يقدم من خلاله مجموعة من الخواطر والأفكار في الإنسان والحياة.
أول ما تبادر لذهني كانت علاقة القلب بالمشاعر، فبادرت بالسؤال: هل القلب مركز المشاعر؟
فكانت إجابة الدكتور “الغماري”: القلب لا شك في أنه يرتبط بالمشاعر ارتباطا وثيقا.. وكما يقول الله تعالى في كتابه الكريم: (إنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور). إذا فرح الإنسان أو فزع يتفاعل القلب بالخفقان قبل أي عضو آخر. الحب من القلب والكره من القلب وكذلك الفرح والحزن.
كما أن العلم الحديث أثبت أن للقلب ذاكرة.. فقد لوحظ بأن من يتم زرع قلب له من شخص آخر، يكتسب المشاعر التي كانت مخزنة في قلب الشخص الواهب. فقد يحب ما كان أو ما كان يحب وينفر من أشياء لم تكن محببة للشخص الواهب للقلب.
العلاقة بين الطب والإبداع:
قد يكون الإنسان مبدعا أو فنانا وهو يمارس عملاً لا علاقة له بالفن أو الأدب والإبداع. هذه موهبة يمنحها الله تعالى لمن يريد وتقننها البيئة المحيطة به.
ولكن فعلا صادف أن كثير من الأطباء لهم ميول أدبية أو فنية.. موسيقية كانت، أم رسم أو تأليف. عرفت جراحي قلب أوروبيين وأمريكيين يعزفون على آلات موسيقية، ومنهم من شارك في أحد مؤتمرات القلب في إيطاليا في التسعينات من ضمن فرقة سيمفونية أثناء الحفل الرئيسي للمؤتمر، وأبدع بالعزف على آلة البيانو. أعرف جراحي قلب ليبيين اثنين؛ أحدهم وهبه الله موهبة الرسم والآخر لديه ملكة شعرية. كما أن هناك جراح عام في مدينة بنغازي الف العديد من الكتب في الأدب والتاريخ والسياسة والطب.
نتوقف هنا عند كتاب الدكتور “فتحي الغماري” الموسوم بـ(أفكار وخواطر):
أما بخصوص كتابي ( أفكار وخواطر ) فهو كتابي الثالث بعد كتابي؛ (من أضعف الإيمان)، وهو مجموعة قصائد وطنية وقومية، وكتاب (أصول العناية الفائقة) باللغة العربية، وهو كتاب علمي موجه لتمريض العناية الفائقة، والأطباء حديثي التخرج .
كتاب (أفكار وخواطر) وكما يقول العنوان هو عبارة عن تدوين خواطر وآراء، تعبر عن أحاسيس وترسل رسالة إلى القارئ في شكل قصة أو واقعة. اعتمدت فيها على أسلوب سهل يمكن القارئ بدون تعقيدات لغوية من الوصول إلى هدف الرسالة. تستخلص العبرة من القصة بدون أن توجه نصائح أو أوامر مباشرة إلى القارئ.. الذي يمل قراءة التوجيهات المباشرة ويبغض الأوامر التي تصدر له بطريقة مباشرة.
هل هناك مشاريع قادم؟
أنا بإذن الله بصدد إصدار كتاب يحتوي القصائد التي كتبتها خلال السنوات القليلة الماضية، بعد صدور كتاب (من أضعف الإيمان). وكذلك سأقوم بعناية الله بإصدار كتاب يحتوي على الأقوال المأثورة والأمثال التي كتبتها ونشرتها على صفحاتي على الشبكة في الفيس بوك وأرجو أن تكون ذات فائدة للقراء.