حوارات

الدويلي: شتات بين مسرحيي ليبيا

الممثل المسرحي الشاب عزالدين الدويلي مواليد1985 متحصّل على دبلوم عالٍ في مجال السياحة، ولكنه اتبع حبه للتمثيل وبدأ العمل في هذا المجال عام 2003، وبدأ الجمهور يميزه من خلال عروض مسرحية ناجحة مثل المسرحية الكوميدية الساخرة “وجوه” و”ششه كخه”، واستطاع في وقت قياسي مع الفرقة الليبية للمسرح بمدينة شحات الحصول على جوائز عدة، والمشاركة في عديدٍ من المهرجانات العربية، منها جائزة أفضل ممثل في مهرجان المسرح الحر الدولي بالأردن عام 2012 وجائزة أفضل ممثل في المهرجان الوطني الحادي عشر عام 2008.

“عدم تنظيم الحركة المسرحية في ليبيا بشكل عام واحتواء روّادها تحت مظلة واحدة ولم شملها سببًا رئيسيًا في عدم وصول أي دعم لأي فرقة،، لماذا تقدم ولمن؟”

عن المصدر
عن المصدر

وعن السبب وراء عدم عرض مسرحية “ششه كخه” حتى الآن بمدينة طرابلس رغم عرضها في مدن العربية عيدة قال الدويلي لـ”بوابة الوسط”: “الأسباب ترجع إلى عدم وجود مسرح مجهّز في طرابلس لذلك، قمنا باتصالات مكثّفة من أجل هذا الأمر، ولكن دون جدوى، (كان ذلك في العام الماضي) الآن أشعر بأن طرابلس تتحرّك مسرحيًا وذلك خلا

الفنان المسرحي.. عزالدين الدويلي عن المصدر
الفنان المسرحي.. عزالدين الدويلي
عن المصدر

ل ما نراه عبر القنوات الليبية في تغطيتها لعديد من المناشط المسرحية على خشبة مسرح الكشّاف، ونحن الآن جاهزون لعرض (ششه كخه) في أي مدينة ليبية، ويتوقّف ذلك على إمكانية توفير إقامة للفرقة وأماكن لعرض المسرحية، فـ(ششه كخه) تجربة تلامس الشارع الليبي نتمنّى أن يشاهدها الجمهور الليبي لما تحمله من قضية مهمة في قوالب كوميدية سوداء”.

وعن العراقيل التي تواجه الفرقة قال: “الحديث عن العراقيل مُحزن جدًا، فعدم جاهزية مقرِّنا المسرحي تمثّل عائقًا كبيرًا، ونحن في انتظار الصيانة التي خصصتها وزارة الثقافة للمقر، ونتمنى أن تكون في أقرب وقت، كما أن عدم وجود دعم مادّي يقلل من النشاط ويدفع إلى الإحباط ولكن رغم كل شيء نحاول أن نتحدّى العراقيل ونمضي للأمام”.

“شتات”

ويعتبر الدويلي عدم تنظيم الحركة المسرحية في ليبيا بشكل عام واحتواء روّادها تحت مظلة واحدة ولم شملها سببًا رئيسيًا في عدم وصول أي دعم لأي فرقة، فهناك شتات كبير بين المسرحيين وهذا يؤدي إلى امتناع وزارة الثقافة من تقديم أي دعم، لماذا تقدم ولمن؟ وزارة الثقافة دعمتنا ودعمت عديدًا من الفرق من أجل مشاركات خارجية لتمثيل الوطن في المحافل المسرحية من أجل إظهار المشهد المسرحي الليبي الذي حُرم لسنوات طوال من الظهور بمظهر لائق مع احترامي لكل تجارب المسرح الليبي التي كانت تعمل تحت ظروف بائسة.

واعتبر الدويلي مشاركات الفرقة في المهرجانات العربية علامة تُسجّل في كتاب المسرح الليبي العريق من خلال ما يتركه أداء الفن الليبي من أثر طيب لدى كثير من المشاركين من جنسيات أخرى بالمهرجانات العربية والدولية وما تكتبه الصحف الكبرى لكثير من الدول الحاضنة لهذا المهرجان، كما أنّ المشاركة في مثل هذه المهرجانات تضيف لنا مساحات جديدة من التفنّن وتفتح آفاقًا أرحب لخيالنا الواسع العاشق للتشخيص، كما أنّها ربطت أواصر متينة مع عديد من الشخصيات المسرحية المشهود لها بالفن المسرحي، وهذا ما يحتاجه المسرحي الليبي أن يعبّر عن ثقافته ويعلنها للجميع لأنها تستحق أن تكون في المقدمة فالموروث الليبي أكبر دليل على وعي الشعب الليبي حتى الأمي منه.

“تنظيم الدورة الثانية عشرة للمهرجان الوطني للفنون المسرحية هو الأقرب لإيقاد مشعل المسرح الليبي من جديد، فعمر المسرح الليبي تجاوز مئة عام ومهرجانه الوطني لم يتجاوز أحد عشر دورة مسرحية وطنية”.

100 سنة من المسرح الليبي


وعن المشهد المسرحي الليبي في الوقت الحالي اعتبر الدويلي أنّ هناك حركة دؤوبة ومحاولات جادة لكثير من المسرحيين لتقديم أفضل الأعمال، “ولكن كما أسلفت يجب تنظيم الحركة المسرحية من خلال احتوائها”. وتابع قائًلا: “أعتقد أن تنظيم الدورة الثانية عشرة للمهرجان الوطني للفنون المسرحية هو الأقرب لإيقاد مشعل المسرح الليبي من جديد، فعمر المسرح الليبي تجاوز مئة عام ومهرجانه الوطني لم يتجاوز أحد عشر دورة مسرحية وطنية”.

وكشف الدويلي أنه يعمل الآن مع الفرقة على عمل مسرحي عربي سيشارك به في مسابقة مسرحية كبرى خلال هذا العام، كما تعكف الفرقة على مشروع “أيام قورينا الدولية للفنون الركحية” الذي ستنظمه الفرقة الليبية للمسرح بمدينة شحّات في حال حصولها على الدعم المادي.

بدأت مسيرة الدويلي المسرحية في 2003 واليوم يشعر بأنه والفرقة في حال تطور وتعلم كل يوم، ولا يوجد هدف معين في المسرح على حد قوله، فالصعود على الخشبة بحد ذاته أجمل هدف ولكن ملامسة نبض المواطن الليبي بالفن الراقي واحتواءه وجعله يعتاد على مقاعد الجمهور هو هدف أي فنان يسعى لتقديم رسالة سامية.

وعلق الدويلي على شراء وزارة الثقافة والمجتمع المدني في وقت سابق مسرحًا متحركًا فرنسيًا قائلًا: “شراء المسرح سمة تدل على أنّ الفنان الليبي يستحق الأفضل، ولكن كان من الأجدر للوزارة أن تؤسس بنية إدارية للمسرح الليبي قبل هذا الأمر، وأن تعمل على صيانة وإنشاء مسارح جديدة من أجل خلق مناخ مسرحي صحي”.

مقالات ذات علاقة

فتحي بن عيسى: أحاول إيجاد حلقة وصل بين الكتاب الليبي وقارئ العربية في كل أصقاع العالم.

المشرف العام

الشاعرة فاطمة مفتاح للطيوب : طرقت جميع الأبواب لكن دون جدوى !

مهند سليمان

يونس الفنادي: الأدب الأردني يفيض بالجماليات والقيم الإنسانية

المشرف العام

اترك تعليق