(حين اللحظة تُجنّحُ ذاتها)
الريح التي أطفأت جذوة صيرورتي المأهولة
وأفقدتني بوصلة الحواف
لم تكن سوى إيقاع آخر للصمت
حيث كان الإضمحلال
منذ الحدس الأخير للمجد
وأنا أراهن على كلمة
وتأتين بغْتةً
تصقلين الصمت
بمهابةِ النص الهيّاب
أنتِ يا امرأة النخيل
كأنكِ وحي إنتباهةٍ
وجُرْأة حِبْرٍ
تتعثرين في لغتي المواربة
خلف أهداب الريح
مأهولٌ بالفراغ
كملحمةٍ هاربة في النشاز
محصورة كلماتها بين فكي فكرة معتمة
وتزهرين في سماوات الليل
قرنفُلة من سُلالةٍ طرابلسية
وعلى نحوٍ عميق
تلك هي المُفْردة
التي كان بِوُسْعها أن تملأُ حَيِّزَ فراغي
بُقعة ضوءٍ، خُطوة ركضت لأجلي
هنا يتربعُ حضرة الشتات
أنا الوحيد الذي تُمهّدُ له الأرض
لأكون جديرًا بالتعاسة
أركُضُ منسيًّا في رُزْنامة الخواء الرتيب
يتأبّطُني الفراغ والمتاهة
عالقٌ في لهاث الأرق القميء
وهناك بعيدا عند حوافِّ المداءات
تضجرُ الشموس التعِبة
لا نصٌّ فصيحٌ يُخامِرُني
ولا ماء إختزل في معانيه العطش
أتهجّى النثر وأركُلُ الرمل في فلاةٍ تهُزّها الريح .