الطيوب
الرواية الليبية
وإن كان الجدل مازال لم يحسم بعد حول تاريخ صدور أول رواية ليبية، إلا أن الرواية الليبية صدرت متأخرة عن مثيلاتها في البلاد العربية، وتقدم النماذج الأولى للرواية الليبية صورة غير واضحة عن المجتمع الليبي، في الوقت انحازت فيه للنموذج الشرقي، الذي تأثرت به وتتلمذت عليه.
وتعد ثلاثية1 الكاتب الليبي أحمد إبراهيم الفقيه (1942-2019م) بوابة التعريف بالرواية الليبية عربياً، وبالمثل كان إسهام الروائي الليبي إبراهيم الكوني في التعريف بها عالمياً.
وعلينا الاعتراف أن الرواية الليبية، كانت محدودة التأثير في محيطها المحلي، نتيجة الكثير من الظروف التي لم تخدم الأدب والثقافة في ليبيا، بالتالي كان طبيعياً أن يكون تأثيرها إقليمياً (عربياً) محدوداً أيضاً، ومعتمداً على الأسماء الروائية، التي أتيحت لها فرصة التواجد لفترات طويلة خارج محليتها (ليبيا) واتصالها بالحراك الثقافي عربياً وعالمياً، كما أتاحت الجوائز العربية للرواية الفرصة لتعلن الرواية الليبية عن وجودها كما حدث مع رواية (التابوت) للقاص والروائي الليبي عبدالله الغزال2، ومن بعد بسنوات وصول رواية (زرايب العبيد) للقاصة والروائية الليبية نجوى بن شتوان، للقائمة القصيرة للجائزة العالمية للرواية العربية3.
الروائيات الليبيات
منذ الرواية النسائية الليبية الأولى، رواية (شيء من الدفء)، للكاتبة والروائية “مرضية النعاس”، والروائيات الليبيات يثبتن ارتباطهن بمجتمعهن، والأقرب إلى رصده، والمقياس لتطوره اجتماعياً. فتاريخ صدور أول رواية لروائية ليبية، ليس مجرد تاريخ وسبق، بقدر ما هو نتيجة لسنوات من التعليم والتنمية، وخوض المرأة الليبية لتجربة التعليم والخروج للعمل، والكتاب الصحفية، والإبداعية التي تنفست من خلالها المرأة وناضلت من أجل قضيتها العادلة للاعتراف بها كعضو فاعل في المجتمع، ضد ثقافة الإقصاء والوأد التي يتبناها المجتمع لكل ما هو أنثوي.4
وسنجد إن الروائيات الليبيات قد نشطن بشكل كبير وفاعل ما بعد 2011م، من خلال الإصدارات الروائية، والمشاركات العربية، والفوز بالجوائز، ونذكر هنا تميز الكاتبتين؛ كوثر الجهمي وغالية الذرعاني. الأولى عن روايتها (عايدون) الفائزة، بجائزة مي غصوب للرواية، في دورتها الأولى 2019م، والثانية حصولها على الترتيب الثاني في فرع الرواية، عن روايتها (قوارير خاوية)، ضمن فعاليات جائزة الطيب صالح العالمية للإبداع الكتابي في دورتها العاشرة؛ 2020م.
المشاركات الليبية بالجائزة العالمية للرواية العربية
كان من المهم التقديم لهذا التقرير بمقدمة تعريفية بالرواية الليبية، وهي مقدمة لا تخلوا من قصدية وتوجيه، قبل الدخول إلى متن هذا التقرير المخصص لتتبع مشاركات الروائيين الليبيين في الجائزة العالمية للرواية العربية، من خلال الملف الذي زودتني به منسقة الجائزة؛ السيد فلور، بالخصوص.
وهنا وجب التنبيه إلى نقطتين أساسيتين:
- الأولى؛ إن الملف يصنف الرواية الليبية من خلال جنسية الروائي (البلد: ليبيا)، ولا يعتمد جنسية دار النشر، التي قامت بترشيح الرواية والمشاركة بها.
- الثانية؛ أن الروايات المشاركة تخضع للسرية التامة، ولا يكشف عنها، ما لم تصل إلى مرحلة القوائم. بالتالي يعبر عنها عددياً في الملف الذي تم استلامه.
من المعلوم إن الجائزة العالمية للرواية العربية، انطلقت دورتها الأولى العام 2008م، وفي دورتها الأخيرة الـ15، فازت رواية (خبز على طاولة الخال ميلاد) للقاص والروائي محمد النعاس بالجائزة، لتكون أول رواية ليبية تفوز بهذه الجائزة.
بالعودة للملف، الذي أشرت إليه سابقاً، نجد إن الرواية الليبية كانت متواجدة منذ انطلاقة الجائزة، ففي العام 2008م، كان عدد الروايات الليبية (وهنا التصنيف كما أشرنا يعتمد بلد أو جنسية الكاتب)؛ 5 روايات، من بين 127 رواية مشاركة، تمثل 18 دولة عربية.
وهي أعلى مشاركة من ناحية النسبة (3.9%)، مقارنة بالعام 2013م، الذي شهد مشاركة 5 روايات (بنسبة 3.7%)، من بين 134 رواية مشاركة، من 16 دولة عربية.
أما ثاني أعلى المشاركات، فكانت في الدورة الأخيرة للجائزة، ممثلة في 4 روايات ليبية، من بين 123 رواية مشاركة، من 18 دولة عربية.
أما بقية المشاركات فكانت بين مشاركة وحيدة إلى ثلاث مشاركات، وبسبب السرية، كما أشرت، لم نستطع معرفة أسماء الروايات المشاركة، وإن تم تداول بعض العناوين لروايات ليبية؛ منها آزاستي – مجاهد البوسيفي، حمروش – عبدالرحمن شلقم، روبيك – سراج هويدي، وهذه المعلومات مما تم تداوله، وهي غير مؤكد، وذكرها هنا يأتي من باب التوضيح، ليس إلا.
كما خلت بعض الدورات من أي مشاركة ليبية (2012، 2015، 2018، 2021)، وهنا نشير إلى أن المشاركة تتم من خلال ترشيح ومشاركة دور النشر للروايات، وفيما يخص دور النشر، فإن مكتبة طرابلس العلمية العالمية، يحسب لها المشاركة كأول دار نشر ليبية في هذه الجائزة.
جدول وإحصائيات
قبل عرض جدول مجمل المشاركات الليبية في الجائزة العالمية للرواية العربية، أقدم ملخصاً عاما، وقبل البدء؛ انطلقت الجائزة في 2008م، ودورتها الأخيرة 2022م، هي الدورة الخامسة عشرة.
– بلغ عدد الروايات الليبية المشاركة 24 رواية ليبية، من إجمالي 2024 رواية عربية مشاركة، بالتالي تمثل الرواية الليبية نسبة 1% من إجمالي المشاركات.
– عدد الروايات الليبية التي وصلت القائمة الطويلة، وهو ما يعني وصولها للجائزة: 5 روايات؛ 2009/ الورم – إبراهيم الكوني، 2011/ نساء الريخ – رزان المغربي، 2017/ زرايب العبيد – نجوى بن شتوان، 2019/ حرب الغزالة – عائشة إبراهيم، 2022/ خبز على طاولة الخال ميلاد – محمد النعاس.
– عدد الروايات التي وصلت القائمة القصيرة: روايتان؛ 2017/ زرايب العبيد – نجوى بن شتوان، 2022/ خبز على طاولة الخال ميلاد – محمد النعاس.
عدد الروايات الفائزة بالجائزة العالمية للرواية العربية: رواية واحدة؛ 2022/ خبز على طاولة الخال ميلاد – محمد النعاس.
1- ثلاثية الفقيه؛ سأهبك مدينة أخرى، هذه تخوم مملكتي، نفق تضيئه امرأة واحدة، وهي ضمن قائمة أفضل مئة رواية عربية (قائمة أفضل مئة رواية عربية).
2- جائزة الشارقة للإبداع العربي، الدورة السابعة، العام 2003م
3- العام 2017م، الدورة العاشرة.
4- رامز رمضان النويصري (الرواية النسائية الليبية رواية التفاصيل والكشف)، مجلة الفصول الأربعة، العدد 132، السنة 34، شتاء-يناير 2022م.