الكاتب عبدالله القويري
المقالة

ـ الـروق من عطـر نـاس الـذوق ـ 5

الكاتب عبدالله القويري
الكاتب عبدالله القويري

 

“كان مرّة فيه صعيدي راكب قطر … “ هكذا تبدأ النكتة المصرية في قرية منسية إسمها مضحك : “سمالوط” ولد فيها عبد الله القويري فقال :”انا ابن وافدين على المجتمع المصرى، جاءوا اليه مهاجرين عبرالصحراء، خائفين على بقايا نفوسهم من شراسة النظام الايطالى الفاشى”. وهو ماجعلني أرسم صورته الجدّية فلا أصدّق الذين عرفوه وسردوا نُكته ،وأكّد حدسي أول حوار معه عام 1971 فعرفته به في صحيفة الأسبوع الثقافي جّاداً ،وهو يعود بعد سفرة لسنة كأنها سكْرة من باريس، التي فجأته عاديتها ،فقال نكتته عليها بلسان الشاعر لطفي عبداللطيف رفيقه في تأبينه”لو الواحد ماجاها راهوا نبتت في رأسه نخلة” .مرة فى اجتماع عام ساله العقيد القذافى: استاذ عبدالله انت ليبي ام مصرى؟ رد عليه بعصبية ومرارة : “يا سيدى.. لو كنت مصريا لكان لى شانٌ اخر” .

وليس حال جوزف ك الكاتب التشيكي كافكا يقبضوا عليه المباحث بلاتهمة من فندق أوروبا في شارع فيردي المفتوح على شارع عمر المختار الذي لم ينجو من نكاته الساخرة فقال : لو لم يشنقه الطليان وعاش بيننا بعد ماطلع في ليبيا البترول لشّغلناه فى مدرسة قريته سلوق بالمصري فرّاشاً وبالليبي بوابا” .الأستاذ المهدي كاجيجي كتب “بعد استقالته موظفا فى مجلس النواب الذي تعيّن به عام 1957 شرفنا الاستاذ القويري بالعمل معنا فى جريدة “الحرية”، وبتواضع كبير طلب تخصيص “أستوديو” له فوق الجريدة في سكن عمال الطباعة، فى شارع الصريم بطرابلس، فتحولت شقته منتدى للقاء، على مدى ال24 ساعة، اكلين.. شاربين.. نائمين.كان بسيطا كريما متواضعا”فاكتشفنا اننا امام عقل كبير.. وقلب طفل. عاش يضحك حتى يوم سجنه الغريب فقال: “لم اعرف لماذا أُعتقلت؟ كانت عملية التعذيب النفسى تفوق التعذيب الجسدي، كانت عندما توضع قدامى فى “الفلقة” يأتي ردّ فعلي حالة من الضحك الهستيري المتواصل، التي كانت تثير اعصاب جلادي”.

الشاهد التونسي الشاعر نورالدين صمود الذي عاصرته معلمَ لغة عربية 1972 في مدرسة النصر الثانوية، روى عنه أنهم بعد الفلقة وفرّوا له ظروف سجن مريحة، فراش وثير وتلفزيون، وبعد أن وضعوه في هذا الجوّ الغامض أطلقوا سراحه، دون أي توضيح” .

لن نأخذ رغم تصديقنا له رواية الكاتب أحمد إبراهيم الفقيه. بل رواية المهدي كاجيجي الماشية مع روح النكتة أنه “زار الشاعر الفلسطيني محمود درويش طرابلس، وألتقى بالعقيد القذافى، فعاتبه: اخ معمر نحن نتحاور عن حرية الرأي والفكر، بينما يقبع فى سجونكم عشرات من سجناء الرأي، وعلى رأسهم قامة كبيرة مثل الاستاذ عبدالله القويرى… تلعثم العقيد وقال: عبدالله القويرى.. اننا نبحث عنه، اين هو؟! لقد أصدرت أوامري منذ فترة، بتعيينه وزيرا للإعلام، فى حكومة اتحاد الجمهوريات العربية. وفى المساء اُذيع خبر تعيين الاستاذ عبدالله محمد القويرى،وزيرا للإعلام الاتحادي قبل ان تندمل كدمات “الفلقة”. وحتى لانعطيكم فلقة بلا ضي دللتني بليل كموج البحر ..آرخى سدوله علّي كاو ينتني !

مقالات ذات علاقة

المدينة الرمادية

يوسف القويري

حقول الحرية

فاطمة غندور

محب الفنون الجميلة

المشرف العام

اترك تعليق