المقالة

الشنة الليبية في لوحات المستشرقين

من أعمال (كريستيان أدولف شراير)
من أعمال (كريستيان أدولف شراير)

ذات يوم في أحد المقاهي بمصر تأملت لوحات المستشرقين الكبيرة المعلقة على الجدران، في احد هذه اللوحات رسم الفنان مشهد عام قريب لاحد اسواق القاهرة، تأملت تفاصيل اللوحة المذهلة و تنوعات وتدرجات الالوان و تعبير و انفعالات الاشخاص في المشاهد.

وفجأة وجدت نفسي أمام جزء من المشهد يظهر رجل اسمر يرتدي القبعة الليبية الحمراء التي نسميها الشنة والتي يرتديها اهلنا في شرق ليبيا، ركزت في اللوحة، نعم هذا رجل ليبي والواضح ان الفنان الاوروبي وجده في أحد اسواق القاهرة.

من ملامح الرجل وملابسه والقبعة الليبية الحمراء التي نسميها الشنة، تأكدت انه ليبي من المنطقة الشرقية في ليبيا على الارجح، تأملت تفاصيل الوجه فوجدت انه يمثل ملامح مميزة من ليبيا ومرت في ذهني عدد من الوجوه المشابهة التي رأيتها في رحلاتي الى مدن وواحات ليبيا المتنوعة في الشرق والجنوب والغرب.

بعد ان رجعت للبيت بحثت عن صورة لهذه اللوحة وإلى الان لم أقع عليها لكن زبارتي القادمة لنفس المقهى سأقوم بتصوير اسم الفنان المستشرق في توقيعه على اللوحة وابحث عنها لأعرضها هنا، والى  ذلك الحين  وخلال بحثي وجدت لوحة لفنان الماني آخر بها مشهد لموكب فرسان به فارس يرتدي الشنة الليبية الحمراء المميزة لأهلنا في الشرق مع رداء الحولي الليبي وسمى الفنان هذه اللوحة (خيالة عرب) وكان تاريخ رسم اللوحة سنة سنة 1885.. وبعد إطلاع الصديق الكاتب والدبلوماسي الليبي (فتح الله الجدي) على ما كتبت كانت له إضافة قيمة حيث ذكر: 

(في الأصل أن الشنة هي لباس كل الليبيين شرقا وغربا حتى تونس العاصمة، ما حدث أنه في الخمسينات تقريبا ظهر الكبوس الأسود في طرابلس نتيجة خطأ في الصباغة فأعتقد الناس أنه موضة فتهافتوا عليه وانتشر بسرعة في غرب ليبيا وظلت الشنة الحمراء لباس أهلنا في الشرق وحتى في تونس إلى الآن).

وأترككم مع اللوحة وتفاصيل مستقاة من الموسوعة الحرة عن هذا الفنان:

من أعمال (كريستيان أدولف شراير)
من أعمال (كريستيان أدولف شراير)

كريستيان أدولف شراير

رسام ألماني متنوع، تخصص في رسم المشاهد الحربية بالتركيز على رسم المعارك وسلاح الفرسان والمناظر الطبيعية.

ولد سنة 1828 في فرانكفورت أم ماين، وتوفي سنة 1899 في كرونبرج إم تاونوس.

بعد تعلمه في عدد من اكاديميات الفنون الغربية انضم إلى الجيش النمساوي كمتطوع في حرب القرم حتى عام 1856، وكانت حرب القرم هي المكان الذي تطورت فيه مهاراته ومعارفه كرسام معركة، مع التركيز بشكل خاص على سلاح الفرسان.

تلا ذلك عدة رحلات إلى مصر وسوريا ومنها جاء الإلهام للوحاته الشرقية. حيث استوحى أدولف شراير لوحاته الشرقية من أسفاره إلى مصر وسوريا سنة 1856. ثم إلى الجزائر سنة 1861 حيث أقام بين البدو في الهضاب العليا وشاطرهم حياة الترحال وتعلّم لغتهم وأظهر ميولا إلى تمثيل المشاهد الحربية.

ثم عمل كمرافق سفر للأمير إمريش فون ثورن أوند تاكسيس في رحلته عبر المجر ورومانيا وروسيا.

اكتسب أدولف شراير شهرة وتقديرًا عالميًا في المقام الأول من خلال عمله كرسام شرقي، خاصة من خلال اللوحات التي تصور مشاهد الفروسية العربية. نظرًا لتخصصه في رسم الخيول.

العديد من أعماله الأكثر أهمية موجودة في المتاحف العالمية ولدى العديد من العائلات المهتمة باقتناء الاعمال الفنية كعائلة روكفلر وعائلة فاندربلت.

– المصدر: الموسوعة الحرة الألمانية والعربية بتصرف واختصار.

مقالات ذات علاقة

غياب المنحوتة الأخيرة لـ(علي الوكواك)

المشرف العام

رواية «سقوط حر» والبقاء على قيد الخوف

سالم العوكلي

البنيوية التوليدية وإشكالية التناول التراثي

المشرف العام

اترك تعليق