قدم طلاب ليبيون الاثنين وقد تسلحوا ببنادق خشبية على مسرح يصور ساحة حرب عرضا مسرحيا في مدينة مصراتة، إحدى مراكز ثورة 2011، يتناول بعض المآسي التي تعاني منها ليبيا جراء الأزمة السياسية الطاحنة. ومسرحية “بسيطة ولكن” التي عرضت لليلة واحدة هي ثاني عرض يستضيفه مسرح مصراتة منذ إعادة افتتاحه العام الماضي بعد معاناته من هجر وإهمال استمر نحو 15 عاما. وتتناول أحداث المسرحية عجز القادة الليبيين عن الانخراط في حوار سياسي وإنهاء الصراعات الحزبية والقبلية التي تمزق البلاد منذ الإطاحة بمعمر القذافي قبل ست سنوات. وقال مخرج المسرحية عادل أبوليفة “وهذه المسرحية تتحدث عما تمر به البلاد من مآس ومن هم سبب المآسي التي مرت بها البلاد. كما نعلم أن سبب المآسي هم أصحاب ربطة العنق الذين يعني أعطيناهم الثقة وأعطيناهم الفرصة ليقودون البلاد. للأسف كانوا هم سبب دمار البلاد وخراب البلاد. “ووضحنا إن ابتعدوا أصحاب ربطة العنق ستكون بلادنا بخير وسيكون يعني الخبث والطمع والجشع بعيدا عنا. كما نعلم نحن متفقون. المختلفون هم أصحاب ربطة العنق. بسيطة ولكن علينا أن نستخدم العقل وأن ننظر إلى الأمام ولا ننظر يعني إلى أقدامنا”.
وجاءت المسرحية تتويجا لدورة تدريبية استمرت شهرا ونظمتها فرقة مسرح مصراتة لطلاب في جامعة المدينة من أجل تعليمهم مهارات التمثيل. وتصور المسرحية الصراع بين الفصائل العديدة في ليبيا والدمار الذي نتج عن هذا الاقتتال وتظهر أن أعضاء كل فصيل (من الممثلين فيها) يختارون في النهاية واحدا تلو الآخر التخلي عن أسلحتهم من أجل الحوار. وقال الممثل المسرحي حسين بن ساسى “الحقيقة أنا أقدر مثل هذه المجهودات الموجودة في بلدنا ليبيا الحبيبة. ونعتبر إن الحركة المسرحية في ليبيا لا زالت بخير الحقيقة بمجهودات الناس القائمين على هدا القطاع”. وأضاف رجل من الجمهور شاهد المسرحية يدعى مجدى المنقوش “المسرحية تحاكى الواقع اللي نعيشه الآن. للأمانة تفاجأت بالمسرحية وحسستنى إني نعيش في الواقع حتى بمشاعرى تأترت بها. أكثر كلمة أثرت في أيتها البندقية كُفي عن الصراخ. فعلا كلمة معبرة وهزتني من داخلي”. ومن المقرر أن يقدم ممثلو المسرحية عرضهم خلال مهرجان الربيع في جنزور خارج طرابلس الخميس (30 مارس آذار) كما يحاولون تنظيم عروض في مدن ليبية أخرى.
لأول مرة منذ إغلاقه قبل أكثر من 15 عاما، أشعلت في وقت سابق أنوار مسرح البلد في مدينة مصراتة الليبية وامتلأت قاعته بالجمهور، لحضور “سقالة”، وهي مسرحية تجسد الانقسامات الاجتماعية والسياسية التي تعم البلاد منذ الإطاحة بالزعيم الليبي الراحل معمر القذافي.