مالكة حبرشيد | المغرب
أحتاجُ مكانا قصياً أَبرأُ فيه من أزمنةِ الصَّبر
أُرَممُ الروحَ الْـ مَزقتْها الحِواراتُ الهَوجاء
عَليّ أُغادرُ مَحطةَ الخُسران
أَحتاجُني….كَيْمَا أَرتعِبَ
كُلما طَالعَتْني الصُفرةُ في المرآة
لتُثبتَ أَني بَقايا عَهدٍ مَضى
اِبْتسامةٌ أَفَلتْ قبل اكْتمالِ الاسْتدَارة
هيَ الأوجاعُ كما عهِدناها
تُشكِّلُ الملامحَ بما يُمليهِ الزمان
دمعةٌ انسكبَتْ…
تُبللُ المَدى المَجْبُولَ على الألمِ
على مَوَاعيد مُلغاة
نُقشتْ تَواريخُها على شاشة الأُفقِ
عُربون مَحبةٍ لأمسٍ يَأبى الأُفول
عندَ باب الروحِ…تَتآزرُ التناهيدُ
تُقيم الخيبةُ…وليمةَ ندمٍ
في العيونِ حُمرةٌ…تُؤرخُ الانْهزام
على الجبينِ غُرةٌ تُثبتُ أني
لن أَكونَ مُجردَ عابرِ سبيلٍ
تَسللَ إلى الأرشيف دونَ انتباهةِ القصيد
اِستعارات الخوفِ الـ تُخفي وجهَ الغدِ العَنيد
وانْزِياحَات التَّرددِ
التي تَعتقلُ الحلمِ عند قَوسِ احْتراق
بِحروفٍ مائيةٍ أَرسمكَ
لوحةً مُجانسةً للعتمةِ…معاندةً للبياض
ظلالاً ثابثةً على الجِدار
تَعتاشُ على ابتسامةٍ باهتة
عقارب ساعةٍ لا تَتوقفُ مهما ابْتهلتِ الروح
وصوتُ البومِ المُنذرِ بسوءِ الطالعِ
لا يَنفكُ يَهزُني من ناصيةِ الصمتِ
كأنما يُمهدُ الطريقَ للنارِ الزاحفةِ نحوي
وأنتَ……يا أنتَ الهاربُ من محطاتِ اليقينِ
المتعثرُ في الهفَواتَ
سيُدركُكَ الشعرُ حيثُما ولّيت
فالقصائدُ جنودي..وأنتَ متهمٌ بالعبثِ
في الميادينِ المقدسةِ للأرواحِ الطاهرةِ
مُثقل بِشواردِ الليلِ….ورسائلِ الأرقِ
المفعمةِ بالحكايات المبتُورة
ستَتعثرُ في المَرايا
وصدى التّناهيدِ المُرتدِّ نحو خاصِرة البِداية