أخبار طيوب عربية

حفيدة السياب أول المكرمين في مؤتمر لبابة الدولي الأول

الطيوب

مع اختتام المراحل النهائية للتحضيرات الخاصة بمؤتمر لبابة الدولي الأول دورة الشاعر الكبير بدر شاكر السياب، وبعد مراجعة مستفيضة للائحة المكرمين في الحقول الإبداعية كافة من شعر وسرد ونثر وفن، قررت هيئة الأمناء برئاسة الشاعرة والكاتبة المغربية فاطمة المعيزي اختيار الشاعرة التونسية مفيدة بلحودي لتكون أول المكرمين في خانة المبدعات في القارة الأفريقية.

والشاعرة مفيدة بنت على الصادق بلحودي شاعرة تونسية من مواليد قرية شاكر التي تبعد 80 كم عن ساحل البحر المتوسط والتابعة لمعتمدية عين جلولة في ولاية القيروان، وفي عين جلولة أنهت دراستها الابتدائية والاعدادية، ثم درست في المعهد الثانوي في الوسلاتية، وقد نشرت العديد من النصوص في بعض المجلات والجرائد العربية والتونسية وكذلك المواقع الالكترونية، كما ترجمت لها قصائد عدة الى الانجليزية والكردية وكذلك الامازيغية، وهي عضوة في اتحاد الكتاب التونسيين، ولديها ثلاث دواوين منشورة هي “بهرة ضوء”، و”عبير الغمام”، و”زنوبيا”، ويحوي درج مكتبها على العشرات من القصائد المتفرقة المنشورة والغير منشور بانتظار انفراج أزمة كورونا كي تجمعها في ديوان جديد، كما تكتب أناشيداً لليافعين تحضهم على العلم والمعرفة.

وحسب ما ذكر الناقد العراقي أحمد الحاج عضو هيئة أمناء لبابة ـ في حديث خص به موقع بلد الطيوب: “الشاعرة بلحودي لم ترث عن السياب حياة القرية والمعاناة والألم والمرض، وانما ورثت عنه الصورة الشعرية والعبارات الجزلة وبلاغة الخطاب. فهي تعد من أكثر الشعراء العرب تأثراً بالسياب في العصر الحديث، فقد وظفت عبارات السياب وصوره الشعرية في قصائدها عبر تناص فني محكم وبليغ، كما وظفت قضية السياب وحياته ومعاناته مع المرض والألم وشظف العيش ومرارة الحياة بأسلوب تداولي فني. وعلى الرغم من البعد الجغرافي بين فضاء السياب وبلحودي، إلاّ أن هناك تشابه في البيئية الطبيعية والحضارية والنفسية وظروف النشأة والحالة السيسيو ثقافية بين الفضائين. فمثلما ولد السياب في قرية جيكور التابعة لقضاء أبي الخصيب في محافظة البصرة جنوب العراق والغنية بأشجار النخيل والتي تنتمي لحضارة وادي الرافدين التي علمت الانسانية حروف الكتابة والأدب والنحت والزخرفة والعمران، فقد نشأت بلحودي في قرية شاكر النائية والغنية بأشجار المشمش والعيون العذبة، كما أن عين جلولة معروفة بتاريخها الموغل في القدم والتي يتضح ذلك من كثرة الكهوف التي سكنها الانسان في المراحل التي تعود إلى ما قبل التاريخ. كما أن القيروان غنية بآثارها الاسلامية العريقة ومدارسها وجامعاتها وحلقاتها العلمية والتي كان لها ألأثر البليغ في حياة الشاعرة وبلورة لغتها وأدبها وثقافتها. ومثلما رسم السياب بحروفه العسجدية صور جيكور ونهرها الصغير بويب ونخيل أبي الخصيب ومعاناة المواطن العراقي، فقد رسمت الشاعرة بلحودي معاناتها ومعاناة المواطن العربي بشكل عام، والتونسي بشكل خاص عبر صور شعرية معبرة عن قضيتها ومعاناتها وآلامها، لذلك استحقت الشاعرة بلحودي لقب حفيدة السياب، واستحقت التكريم عن جدارة.”

ومن الجدير بالذكر أن الشاعرة مفيدة بنت علي الصادق بلحودي تعمل موظفة في مكتبة عين جلولة بعقد، وهي ناشطة في حقوق الانسان وكاتبة وشاعرة مجيدة، شاركت في العديد من الندوات والأمسيات الثقافية والأدبية في مدينة عين جلولة والقيروان وتونس العاصمة، كما أنها تعمل مراسلة مجلة فواصل الثقافية العراقية. وستكون من ضمن المكرمين في مؤتمر لبابة الدولي الأول؛ دورة الشاعر الكبير بدر شاكر السياب والذي ترعاه جمعية لبابة للإبداع والتنمية والتواصل والتي مقرها مراكش، هذا وسوف تنطلق أعمال المؤتمر يوم الجمعة القادم على مدى ثلاثة أيام بشكل افتراضي إعتباراً من 18 لغاية 20 حزيران. وسوف يتخلل المؤتمر جلسات صباحية ومسائية في مواضيع المؤسسة والابداع والسرد والشعر والنثر والفن التشكيلي، كما ستقام على هامش المؤتمر عدد من الأمسيات في الشعر الفصيح والعامي وقراءات في القصة القصيرة جداً والهايكو، بالاضافة إلى معرض افتراضي للوحات التشكيلية.

مقالات ذات علاقة

”غدامس درة الصحراء” محاضرة بالمركز الثقافي غدامس

المشرف العام

يا درنة الماء، يا الغريقة

المشرف العام

السرد البوليسي في الرواية العربية

المشرف العام

اترك تعليق