شخصيات

أربعون شاعر المسرات

الشاعر الليبي نصرالدين القاضي

تعرفت إليه في إحدى الأمسيات بالقبة الفلكية بمدينة طرابلس، صحبة مجموعة من الأصدقاء مع بداية دخولنا الساحة الثقافية في ليبيا، وأظنها في نهاية تسعينيات القرن الماضي (1996 تقريباً)، وكان بشوشاً ضاحكاً، لذا لم يكن مستغرباً تسميته (شاعر البهجة).

هو “نصري” أو “نصرالدين الهادي القاضي“، من مواليد طرابلس في 15 مارس 1952م، وتحديداً منطقة سوق الجمعة. درس بمعهد هايتي وحاز على دبلوم المهن المالية العام 1974م، ليبدأ عمله بالشركة العامة للكهرباء، ويتدرج بالعمل بها إدارياً حتى تقاعده.

بدأ الكتابة في نهاية سبعينيات القرن الماضي، إضافة إلى ممارسته مجموعة من الأنشطة الثقافية بنادي الترسانة، فمثّل في عدد من المسرحيات، إلى جانب عزفه على العود، وفي هذا الخصوص يستذكر الكاتب الصحفي “بشير زغبية” في منشور له على حسابه الشخصي على الفيسبوك: (كنا معاً -يقصد هو ونصرالدين القاضي- وثالثنا الصديق محمود البوسيفي خلال السبعينات من القرن الماضي نشعل نادي هلال سوق الجمعة (الترسانة) لاحقاً نشاطاً ثقافياً ملفتاً، أسسنا عبره مجلة «الكلمة»، ونظمنا دوريات ثقافية على مستوى أندية طرابلس، ومعارض متنوعة، ما ساهم في فوز النادي بالترتيب الأول على مستوى ليبيا في مجال النشاط المتكامل، وإبان ذلك كان حضور نصرالدين متنوعاً وشاملاً، يكتب نصوصه الشعرية، ويمثل على خشبة المسرح، ويعزف على آلة العود بجانب صديقنا الفنان المرحوم ابن سوق الجمعة نوري الزروق)1.

نشر نصوصه الشعرية في المطبوعات المحلية والعربية، وصدرت له مجموعة شعرية يتيمة، عن منشورات مجلة المؤتمر تحت عنوان (من سيرة الصباح والمساء). وحول تجربة الكتابة الشعرية يكتب القاص والكاتب “عمر الككلي”: (كان يصر على أن يخلق عالما شعريا نابضا بالحياة والجمال والحب والنماء، موازيا لعالم الواقع الشظف المعادي لتطلعات الحياة السوية والممتليء بـ”الطرق الممنوعة والمسدودة” مثلما يقول في إحدى شذراته الشعرية. ولم يكن يحفل بالتقدم إلى الحركة الشعرية الليبية بدافع أن يضع بصمته عليها إلى جانب بصمات الآخرين، وإنما كان الشعر لديه عادة حياتية مثل شرب القهوة أو الشاي أو الجلوس على الشاطئ أو الدندنة بأغنية)2.

في العام 2018م، تعرض إلى جلطة قلبية، ألزمته البقاء بوحدة العناية الفائقة بأحد مصحات منطقة تاجوراء، ويبدو إنه ظل يعاني آثار هذه الجلطة وما بعدها حتى وافاه الأجل الجمعة 3 سبتمبر 2021م.

_______________

1- بشير زغبيه: عن المربوعة ونصرالدين (الفيسبوك).

2- عمر أبوالقاسم الككلي: لكن القلب ارتبك، وأوقف نبضه، يا نصر الدين (بوابة الوسط).

مقالات ذات علاقة

إسماعيل العجيلي…وجه المدينة الطازج

مهند سليمان

الذكرى الـ30 لوفاة صاحب كتاب: الفن والمسرح في ليبيا

رامز رمضان النويصري

في مثل هذا اليوم رحل عنا الشيخ الشاعر حسين الحلافي

محمد عقيلة العمامي

اترك تعليق