شخصيات

نديمة شرف الدين .. نموذج في الكفاح

من أعمال التشكيلي محمد العارف عبيه
من أعمال التشكيلي محمد العارف عبيه

الحلقة العاشرة

ضيفتي اليوم هي نجمة تتلألأ في سماء ليبيا الحبيبة، عندما تقابلها وتتحدث إليها تشعر بحنوّ الأم وعطفها عليك حتى لو كنت لا تنتمي إليها هي مربية فاضلة وأم لجميع طالباتها وتلميذاتها، أينما تكون تترك أثرًا طيبًا زارت مناطق ليبيا كلها وأعطت أكثر وإمتد أثرها إلى خارج ليبيا أيضًا…هي الحبيبة الصادقة الطيبة الأبلة نديمة شرف الدين.

نديمة شرف الدين التي ولدت في مدينة ترهونة عام 1942 م وترعرعت بين مدينتي الخمس وزليطن تبعًا لظروف عمل والدها وتنقلاته المستمرة الذي كان يشغل مدير ناحية بعد الحرب العالمية وكان أحد المجاهدين ضد الاستعمار الإيطالي، بدأت دراستها عام 48م في مدينة زليطن ضمن عدد محدود جدًا من الطالبات فالتعليم وقتذاك كان مقصورًا علي البنين فقط، ثم انتقلت إلى مدينة صرمان وواصلت دراستها هناك أيضًا مع البنين حتى الصف الخامس ابتدائي، وكان الذهاب للمدرسة شاقًا نظرًا لعدم وجود طريق معبد وممهد والوصول للمدرسة كان يقتضي المرور بالسوق العام إلى أن تبرع مواطن بقطعة من أرضه ليفتح الطريق عبرها ليسهل الوصول للمدرسة بعيدًا عن السوق وهذا يدل على قسوة الظروف الصعبة التي كنّ تمر بها الفتيات لتحصيل التعليم، وافتتحت دار المعلمات التي تقبل الطالبات اللواتي تحصلن على الشهادة الابتدائية وانتقلت نديمة لطرابلس وقد أفتتح بدار المعلمات قسم داخلي فتمكنت من الالتحاق به، ونالت الشهادة وبذلك عيّنت مدرِّسة إلى جانب المدرسات المصنفات، كما انضمت لجمعية النهضة النسائية واستمرت الجمعية في ممارسة دورها في النهوض بمكانة المرأة وتعليمها حتى عام 69م

عملها ووظائفها:

تم تعيينها عام 56م بولاية فزان في مدرسة الجديد للبنات وهي أول مدرسة بالجنوب ثم انتقلت لمدينة سوكنة حتى عام 57 م ثم انتقلت إلى ولاية طرابلس فانتسبت إلى مدرسة زوارة للبنات ثم مدرسة الفرناج في طرابلس، وفي سنه 62 انتقلت إلى المدرسة المركزية في شارع بوتشيني أو المسيرة الكبرى عام 65 م ثم عملت في مدرسة المغاربة ثم إلى مكتب التفتيش بعد إجراء امتحان أول لها، ثم أسندت إليها إدارة مدرسة السيدة هاجر في شارع الصريم الجديدة ثم تم إنشاء مدرسة أم سلمى للتعليم الإعدادي فكلفت بإدارتها عام 80م ثم انتدبت من قبل وزارة التعليم للتدريس بجزر المالدف بجنوب شرقي آسيا وذلك ضمن بعثة تعليمية لمساعدة الطلبة غير الناطقين بالعربية في معهد الدراسات الإسلامية تبعًا لوظيفة زوجها الذي كان يعمل في جمعية الدعوة الإسلامية هناك

تقاعدت عام 92م وشاركت بعد التقاعد في بعض النشاطات الاجتماعية.

هذه سيرة مختصرة عن هذه النخلة الباسقة نديمة شرف الدين والدة الدكتورة هند شوبار التي تسير على عهد مسيرة والدتها بإذن الله تعالى

حفظ الله أبلتنا القديرة ومتعها الله بموفور الصحة والسعادة لتكون مثلاً يقتدى به للأجيال الجديدة عن المواطنة الحقيقية

وإلى سيدة أخرى من سيداتنا الفضليات أستودعكم الله الذي لا تضيع ودائعه والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.

مقالات ذات علاقة

مرضية النعاس.. أول روائية ليبية

أسماء بن سعيد

كل يوم شخصية ليبية مشرقة. (5) محى الدين محمد فكيني

حسين بن مادي

ماحدث للشيخ الطاهر الزاوي المفتي والمؤرخ وعالم اللغة بعد ستة وتسعين عاما من النضال

أحمد إبراهيم الفقيه

اترك تعليق