متابعات

مسرح الكشاف يحتضن ثاني أمسيات مهرجان طرابلس للشعر الفصيح

الطيوب

أمسية شعرية -مهرجان طرابلس للشعر الفصيح

نظمت وزارة الثقافة والتنمية المعرفية لليوم الثاني على التوالي أمسية شعرية يوم السبت 26 فبراير الجاري، على رُكح مسرح الكشاف بطرابلس وذلك بمشاركة كوكبة من الشعراء ضمن مهرجان طرابلس للشعر الفصيح المقام على هامش ملتقى الإبداع الوطني الرابع دورة (عودة الحياة) وأدارت وقدمت الأمسية الكاتبة الصحفية “فتحية الجديدي”، لينثر الشاعر ندى قصيده ويُلبسه اللؤلؤ والمرجان وسط حضور لفيف من المثقفين والمهتمين بالشأن الأدبي الليبي، فمع الشاعر “محمد المزوغي” يُستنشق شذى الصوفية بين الأبيات وروح الصالحين اللذين إن أحبّوا طالت أفئدتهم وجه النخيل لينشد قائلا (على كل حال على ما مر عارف تعلم ترتيب البراهين جاهل، على كل حال لا يرى الماء نفسه وترتبك الدنيا إذا قال راحل، على كل حال كلما قيل صخرة تلعثم في سيزيف كف وكاهل، على كل حال أنت غاية فكرتي وما لم أقل أو قلت أو أنا قائل)، وفي نصه المعنون بعطرت بحبك أنفاسي يغمس بقلبه العاشق شغف سمو المكان (لا نجاة لقلب مس شغف، أكان محترس أو غير محترس، وكم تأنقت جدا كي أقابلها، كما تأنق في عيد طرابلس، قولي سألقاك هذا القول يحملني فوق السحاب).

وبحضور كفكف الدمع عن القصيدة ألقت الشاعرة “هناء المريّض” باقة من حديقة أشعارها فهي تلك الصبية التي ربّتها الشمس في كنف دفئها تقول (صبية الشمس، صديقة الشيطان فإن كنت تسكن العتمة ولست تحضر زواج السماء والبحر، فاتك بذلك ميلاد الأفق، لم تسمع يوما الريح القمح أهازيج الحفيف فامضي أغضض طرفك عني واستعن بألهتك من الضوء ولا تقرأني، وفي مقطع ثان تعزف على أوتار قيثارة تشبه أحلام الغد فتقول (هزيمة كسؤال ما بك، ملولة كتكرار شكرا مباغتة كاستفساري ماهو الخير مصرّة كارتكاب المعصية مفاجئة كلغم هادئة كريح أنهى مآرب اعصاره) وفي مقطع آخر تحزم عنفوان تساؤلاتها بكافٍ لا تكف عن طرق باب الأسئلة (لو كان الأمر خيارا لاخترت أن أكون شجرة صلبة كبلوط سامقة كسرو عطرة كصنوبر معطاءة كزيتون، شجرة لا ترعبها أناشيد الحطابين ولا تهاب الفأس تتخذ الجبل موطنا حيث الأرض ترافقك للسماء، تُعلّم الطير أن الرجوع لا يصنع ذات العُش هو من باع دفئه للريح بهجرة).

وبمعيّة الشاعر “أحمد الفاخري” يستعيد الوجد ملامح سيرته البِكر في قصيدته المعنونة بـسيرة الوجد، (أراك ويستحيل الوجد شيئا كأن لم يوجد وشيئا يكشف الموجود يُفضي للمدى الأبعد، جديني كلما ضيّعتني وجدي الهوى المجهد لأفقد طرف عيني فيك في عينيك لا يرتد، لأنك يا حبيبة دهشة وقعت خذي نفسي) وفي أبيات أخرى يؤكد لمحبوبته بكامل مُشمشها (وبعدكِ كم دار في فلك الأمنيات، يُفتش عن غفلة في التفاتة جيدكِ ثمة ما قد يفل الرؤى مثل فل الحديد وثمة بوح يبيح لأسمائنا كل معنى) وفي نص تأويل لحلم عاشق يُفسر الشاعر خطوات الغادرين والمشتاقين (غفلت وذئب الغادرين يجول ومن خطوة المشتاق ينبع نيل وفي فيء جُب الماء بزغت كنجمة) وفي شطر آخرى ينقذ الشاعر حروفه من مهاوي السقوط ( لعلك نحوي مذ سقطت ذليل وجئتك لا أدري بما قد نجوت أو لماذا شقاء الأنبياء طويل )

مقالات ذات علاقة

جمعة عتيقة يروي تجربته في المؤتمر الوطني

مهند سليمان

وزارة الثقافة ومجمع اللغة يحتفيان باليوم العالمي للغة العربية

مهنّد سليمان

تسمية الأبناء…بين التراث والمعاصرة

مهند سليمان

اترك تعليق