حوارات

محمد الترهوني: البث الصوتي يمتلك قوة ولديه قدرة فريدة على تحويل أي شيء إلى قصة

الكاتب الليبي محمد الترهوني
الكاتب الليبي محمد الترهوني

الصوت أحد الوسائل المهمة في النقل والتأثير، فالصوت ليس مجرد ذبذبات ينتقها وسط مادي، إنما وكما تؤكد علوم الفيزياء، هو طاقة تملك قوانينها الخاصة والضابطة.

وعلى مستوى تعاملاتنا البشرية اليومية، فإن الصوت جزء مهم في حياتنا، فهو وسيلتنا لنقل المعلومات والمعارف، وتبليغ المشاعر والأحاسيس، ومع التطور الصناعي استطاع الصوت إن يخترق المسافات ويطوي ما بين القارات، عبر ما أبدعته الثورة الصناعية، ومع طفرات الثورة الإلكترونية صار في الإمكان تخزين الصوت وإطلاقه في الوقت وعبر الوسيط الذي تريد.

البودكاست أحد وسائل النشر الإلكتروني التي على المحتوى الصوتي، وهو وإن بدأ خجولاً إلا أن البودكاست الآن ينطلق بقوة، منافساً بقية أنواع المحتوى المنتشرة على شبكة الإنترنت.

عربياً هناك الكثير من التجارب الناجحة في تقديم بودكاست احترافي ورصين، التي يشار لها بالبنان، على المستوى المحلي، فإن البودكاست لا يجد مكانه الصحيح في قائمة اهتمام الجمهور الليبي، بالرغم من إن تجربة البودكاست الليبي تعتبر رائدة، حتى على المستوى العربي فأولى التجارب كانت في 2006م.

أرجو أن تعذروني على هذه الإطالة في المقدمة، لأهمية الحدث الذي نتناوله في هذا الحوار، وهو انطلاق بودكاست (بلاتون)، للكاتب الليبي محمد الترهوني، الذي بجانب اهتماماته الفكرية والثقافية، رأى أن يكون البودكاست أحد وسائك النشر ونقل الأفكار، والتعبير.

في هذه المساحة، نحاول التعرف أكثر إلى هذه التجربة ولماذا البودكاست؟ وليس غيره!

بداية، لماذا البودكاست؟ ولماذا في هذا الوقت؟

لأن البودكاست، ومن خلال البث الصوتي بالذات، قادر على طرح الموضوعات المعقدة بطريقة قابلة للهضم. البث الصوتي يمتلك قوة ولديه قدرة فريدة على تحويل أي شيء إلى قصة يمكن الاستماع إليها.

أما لماذا في هذا الوقت؟ فلأنه أفضل طريقة للتواصل مع الجمهور بدون وسيط، وهو الناشر.

ما الرسالة التي تريد إيصالها عبر هذا النوع من التواصل؟

الرسالة التي أريد إيصالها، أعتقد؛ هي قلب جانب الحياة اللامع إلى الخارج، وأن أقدم بصوتي للناس طريقة جميلة للتسامح أكثر مع أحزانهم وهمومهم.

سؤالنا الآن، لماذا بلاتون؟ وماذا تعني؟

بلاتون كلمة في اللغة الإغريقية تعني: الواسع والعريض والضخم، ولهذا يكنى أريستوقلس ببلاتون (أفلاطون) بسبب حجم جسمه، أتمنى أن يتسع بلاتون بودكاست ليكون فضاء البحث عن كل فكرة مثيرة وجذابة.

بلاتون محمد الترهوني
بلاتون محمد الترهوني

وكيف تقيم تجربة البودكاست في ليبيا؟

في ليبيا هناك نغمة الفشل المهيمنة على كل شيء ثقافي، لكن أنا لا أفكر في هذا التبادل الغامض بين النجاح والفشل، أفكر فقط في البقاء بعناد بقرب الناس، حتى ولو لم أجد من هذا العناد سوى الإحباط.

هل البودكاست كوسيلة نشر قادر على توصيل الأفكار؟

وإلى مدى في وجهة نظرك، نجحت/لم تنجح هذه الوسيلة مع تجارب مشابهة؟

إلى الآن هي تجارب في حيرة من أمرها وتخاف الانزلاق نحو الفراغ، إنها تجارب تراقب وتنتظر بشيء من التأمل المؤلم.

نعم بكل تأكيد! الناس في العالم قرروا تخصيص الكثير من الوقت لسماع حديث عن موضوعات جذابة ومفيدة، سماع هذه الموضوعات أثناء قيادة السيارة، أثناء القيام بالأعمال المنزلية…إلخ، يجعل البودكاست يصل لجمهور واسع جدا، البودكاست لا يسعى إلى الاقناع، بل يسعى لتعزيز المعرفة وهذا هو سبب نجاحه.

في زمن الميديا، هل تحول الكاتب إلى صانع محتوى؟

نعم بطريقة من الطرق تحول إلى صانع محتوى، لأن الكاتب في ليبيا مثلا لا يستفيد على الإطلاق من كتابه ولا ينتظر إي عائد مادي أو معنوي من كتابه، لهذا عليه أن يصل إلى جمهوره بطرق أخرى بعيدة عن لعبة النشر الخاسرة.

إلى مدى تداخل النشر الإلكتروني في الإبداع الإنساني؟

النشر الإلكتروني هو أحد الطرق الرائعة للهروب من لعبة النشر الخاسرة.

في وطننا العربي تظهر هشاشة الكتاب الورقي بوضوح أمام الكتّاب، لكن وهذا مؤسف كل كاتب (وأنا منهم) يعود عمدا نحو الكتاب الورقي منتظرا تألق كتابه، والحقيقة أن هذا الكتاب حتى لو تألق، فهذا التألق لن يكون إلا كشرارة صغيرة في دهليز مظلم، نعم النشر الالكتروني هو طريق بديل يحقق رفض الانسحاب عالم الكتابة.

ما هي مشاريع محمد الترهوني القادمة؟

مشروعي في الوقت الحالي هو بلاتون، لكن على المدى البعيد لدي رواية جديدة لا أدري متى يمكن أن أنتهي منها.


مقالات ذات علاقة

من ذاكرة المسرح

المشرف العام

هادية علي قانة.. تقيس الحلم بأصابع من ماء!!

حواء القمودي

الدكتورة سالمة عبد الجبار : تراثنا الديني يتضمن جوانب مضيئة ومستنيرة

مهند سليمان

اترك تعليق