المقالة

الصحافة الورقية الحي الميت

الصحافة الإلكترونية عن الشبكة.

في عصر باتت فيه الصحافة الورقية في عداد الموتى، لا زلنا نمارس الهواية، هذا ما خطر ببالي وانا اتصفح صفحات وقعت بيدي عن طريق الصدفة لصحيفة عنوانها ” الصباح ” تصدر بمعرفة المجلس الرئاسي لتوزع على مقار الوزارات مجانا، وصحيفة اخرى عنوانها ” الاخبارية ” تصدر عن وزارة الثقافة. صحف محدودة الانتشار ولا أحد يثيره محتواها الذي هو في الغالب ترديد لأخبار الفضائيات ومواقع التواصل، ومقالة هنا وهناك لكاتب مغمور او موظف ضمن عائلة الاصدار، يتجرأ في احيان على تقديم تحليل سياسي لا علاقة له بما حدث ولا بما سيحدث.

لماذا تستمر هذه الصحف في الصدور، وتكلف الخزينة العامة أمولا باهظة، ومرتبات لجحافل من الموظفين، مع علم محترفيها انها لا تضيف جديد، ولا تؤثر بالمشهد، وان أكثر المستفيدين بائع “السفنز” أو “ماسح زجاج السيارات”، وفي “قلي البطاطس “.

الإعلان عن وفاة الصحافة الورقية نتيجة حتمية لثورة الاتصالات والمعلومات بعد ظهور شبكة الإنترنت، ما ادى الى عزوف القراء عن اقتناء أو مطالعة الصحف الورقية، وقد أصبح بالإمكان الحصول على المعلومة مجانا، وفي العالم الاخر تراجع المبيعات كان سببا في توقف الاصدار، وتحول معظم الصحف بما في ذلك ذائعة الصيت الى ” صحف الكترونية “. هناك الصحيفة ينبغي ان تمول نفسها من ايراداتها، فماذا لو اننا تعاملنا بذات المعيار مع صحفنا التي لا تزال تصر على الاصدار في صورة ورقية؟

الصحافة الإلكترونية اصبحت اليوم أكثر مصداقية بفضل القدرة على تصحيح المعلومة، بالإضافة الى مميزات اخرى عديدة، منها فتح المجال امام القارئ للتفاعل بالتعليق، وكونها الأكثر استقطابا في مجال الدعاية. وسرعة النشر والانتشار.

كتب صحفي قديم متسائلا: هل سيصبح مصير الصحف الورقية مثل مصير الحمير والبغال والخيول زمن ظهور السيارة؟ هل فعلاً حان موعد تفكيك المؤسسات الصحافية والانتقال إلى الوسيلة الجديدة، المواقع الإلكترونية وتسريح جحافل الموظفين وتوفير الاحبار والورق؟

مقالات ذات علاقة

عوالي يا …

المشرف العام

حول الكتابة

عمر أبوالقاسم الككلي

قلق حارس المرمى لحظة ركلة الجزاء

محمد قصيبات

اترك تعليق