المقالة

البربر

كتاب البربر
كتاب البربر

كتاب “فن البربر” للباحثة الفرنسية/ جين دوسيل، الذي صدر منذ اكثر من قرن، لايزال مصدرا مهما لمعرفة ودراسة فنون امازيغ الشمال الافريقي…

تأتي اهميته في كونه من البحوث الاولى في هذا الموضوع، ولأنه كان نتيجة جهد كبير قامت به الباحثة في بحث ميداني شمل مناطق شاسعة من الجبال والسهول والصحراء خاصة في الجزائر والمغرب وبعض الاشارات القليلة الى تونس.

تقسم الباحثة دراستها الى فصول تناولت فيها اصول الامازيغ وتاريخهم ثم فنونهم التي قسمتها الى فنون ما قبل التاريخ والفخار وصياغة الفضة والنسيج والمعمار وفصلا تناولت فيه رموز ومفردات هذه الفنون.

تقول “جين دوسيل” ان المؤرخين والباحثين لازالوا يختلفون في الاجابة عن سؤال من هم البربر ومن اين جاءوا وكيف وصلوا الى افريقيا؟ فالبعض يرجعهم الى كريت باليونان واسطورة ملكها “مينوس” والبعض الاخر يقول انهم جاءوا من فارس واخرون يقولون انهم جاءوا من القوقاز مع هرقل اثناء رحلته الاسطورية بحثا عن “التفاحة الذهبية” ويقول ابن خلدون انهم كنعانيون جاءوا من فلسطين بعد حروب طويلة مع الإسرائيليين والاساريين ويبدو ان لون بشرتهم المائلة الى الشقرة ولون عيونهم الزرقاء جعلت المؤرخين والباحثين يميلون الى الاعتقاد بأنهم قدموا الى شمال افريقيا التي كان يسكنها شعب أقدم منهم يسميهم المؤرخون القدماء بالليبيين وهم قوم داكنو البشرة. الباحثة “دوسيل” تميل الى ان البربر أقرب الى القوقازيين.

اما عن لغاتهم المنتشرة من ليبيا وحتى موريتانيا وحتى السودان والنيجر كما تقول الباحثة فإنها ترتبط ارتباطا واضحا باللغات السامية القديمة وايضا تظهر فيها الكثير من السمات “الارية” ومن صعوبات البحث في هذه اللغة ودراستها عدم وجود مخطوطات “مكتوبة” قديمة، وحتى التيفيناغ التي يستخدمها الطوارق تبدو بدائية ولا يمكن ان يقرأها الا  كاتبها، والباحثة لا تجزم ان كانت التيفيناغ لغة للبربر ام انها لقوم غامضين الى الآن هم الليبيون القدماء، رغم ان الطوارق كما تقول الباحثة يصرون على انها لغة اسلافهم الليبيون القدماء، الباحثة  تشك في هذا القول فالطوارق وكما تقول فاتحو البشرة وعيونهم زرق  وهم بربر ولهم سمات ارية، بينما الليبيون القدماء داكنو البشرة“.

اتحدث عن هذا الكتاب هنا ليس بخصوص “فن البربر” ولكن عن هذه النظرة التي ظل يتناقلها غزاة الشمال الافريقي وملخصها فراغ هذه الجغرافيا عبر كل التواريخ من اي منجز حضاري لأهلها الاصليين الذين يسمونهم “الليبيون” وان كل المنجزات الحضارية كانت لأقوام غازية فحتى البربر او الامازيغ قوقازيون جاءوا من البحر ربما مع هرقل او كنعانيون طردهم الإسرائيليون من فلسطين.


* الكتاب صدر بالإنجليزية.

مقالات ذات علاقة

قُباعات

حسن أبوقباعة المجبري

بمناسبة الهجرة.. هل عرفنا حقا من هو محمد؟

عبدالله الغزال

ليس للحرب إلا وجهٌ واحد

ناصر سالم المقرحي

اترك تعليق