مدخل..
يشكل تراثنا الشعبى رصيدا هائلا من التاريخ والذكريات.. من الصور والمعانى وحياة الناس وروح المكان والزمان وعبق الماضى بكل اْلواْن طيفه _ ايجابا وسلبا _ وهو فى جانب اخر يمثل طابع شخصية ليبيا وملامح شعبها واصالته وثقافته وتلاقحه مع الاخرين والافادة منهم وكذا عاداته وتقاليده ومجموع قيمه وفضائله التى تتوارثها الاجيال _ وهو ايضا سجل حافلا وامين لحركة المجتمع عبر كل الحقب والعصور.. ووثيقة واضحة لتاريخنا وواقع بيئتنا بفنونه القوليه والعمليه. والباحث _اى باحث _ فى هذه الفترات الزمنيه من حياة ليبيا وهذه الموضوعات المختلفه لايستغنى فى الغالب عن الرجوع الى مظان التراث الشعبى واستعمالها والاستفاده من تفاصيلها. ان النظرة الى هذا التراث الشعبى يتعين ان لاتكون نظرة سطحيه او عاطفيه ملؤها الحماس او الحنين فحسب.. وانما يجب ان تتجاوزها الى (النظره الواعيه والعلمية الرصينة) بمواصلة تجميعه والحفاظ عليه والعناية به وتدوينه ثم تحليله ودراسته.. وهى خطوة لاتكتمل الا بفهم هذا التراث فهما علميا جادا وتوجيه الجهود وتظافرها من اجل تحقيق هذه الغايه وهى تظل فى الاساس (غاية وطنيه) ستحقق نتائجها لاجيال الوطن دون انقطاع. والشاعر هو الاصل. هو الذى يقول وينظم. هو الذى ينقل الصوره التى شاهدها بامانه والحدث الذى شارك فيه. واذا كان فى الغالب شاعر قبيله او جماعه او صف من الصفوف او على حياد فاْنه فى كل الاوقات شاهد عصره بلا منازع.
ثم ياْتى الراويه.. او الراوى. الناقل لما قيل بصدق ودون حذف او زياده. انه يلعب دورا بارزا ومهما فى نقل الماْثور الشعبى الى كل الاجيال فيروى الشعر والقصص والحكايات والالغاز والاخبار والحوادث والاغانى ومايتعلق بالتاريخ الشفاهى والذاكرة الشعبيه. وثمة راوة واخباريين اشتهروا فى هذا الجانب وامتازوا بالصدق وتحليل النصوص واسنادها الى قائليه رغم بعد الفترة الزمنيه التى لم يعاصروها. لقد نقلوا ماوصل اليهم واحتفظوا به فى صدورهم زمنا طويلا.. اما من المصدر نفسه وهو الشاعر او عن تواتر رواة اخرين. وقد عرف الادب العربى والعالمى رواة اجادوا حفظ التراث الانسانى.. فعلى سبيل المثال لولا حماد الراويه وحماد عجرد والاصمعى وغيرهم لما وصلت الينا نصوص العربى القديم ومجالس الادباء وعلماء اللغه واهل العلم والفقه. ان الراويه شخصية فاعله فى حفظ ماينقل وللاْسف لم يهتم الباحثون والدارسون عندنا باْولئك الرواة الذين حافظوا على ذاكرة الشعب وربما اهملوهم فى دراساتهم ونسى بعضهم ان الراوية (نسيج وحده) وبدونه لم نحصل على قطعا من تاريخنا الثقافى الشعبى. ولعل الامل يظل باقيا فى ان ينهض احد البحاث او الدارسين او مجموعة منهم بهذا الدور ويولى عناية واهتماما باصحاب الفضل فى الاساس فى حفظ ماهو عرضة للضياع بموتهم. ان الراويه جزء متمم لنشاط الشاعر. انه جزء غال من تاريخ الشعب. هذه مختارات لتراجم لشعراء ورواة التقيت بهم ونقلت عنهم.. ودونت منهم واستفدت فى مناطق مختلفه من ليبيا وعلى مدار سنوات بداْت منذ اواخر الستينيات الماضيه.. اعرضها هنا فى هذا المجال.. والبقية تاْتى والله المستعان..
(الحدوريه الشريف) شاعره من الاشراف المرابطين ولدت وعاشت فى مرتوبه مع عائلة بوجازيه العبيدات. لها مساجلات مع كبار الشعراء فى تلك المنطقه واغلبه لايعد من القصائد الطويله ولكنه يتحدد فى مطالع وابيات قصيره. كانت من بين من نقل من القبائل والعائلات فى المنطقه الشرقيه الى المعتقلات واودعت فى معتقل البريقه. اشتهرت برحاتها التى اطلق عليها (رحاة الحدوريه) وعثر عليها بعد وفاتها اواخر الخمسينيات الماضيه فى وادى بالضحاك مهشمة فى بعض اجزائها. كانت فى ذلك المعتقل تطحن وتهمهم بغنائها وابياتها الحزينه عبر حركة الرحى. من ضمن اشعارها مساجلاتها مع الشاعر على بوصميده حول فرسه.. (نلقان بوفركاش فيه فتلها.. فتلة طليب وعيلته يشلوبه) وفركاش من قبيلة المسامير وشيخا لاحد زوايا السنوسيه بالمنطقه وقد اشترى الفرس المذكوره او اهديت اليه. من ردود بوصميده فى هذا السياق.. (ماهناك لاسيه ولانحملها.. الا قريضة اللى رايجات نعلها).
(قليده عويان) قليده بنت عويان المجبرى. من عائلة السكران بيت الخلايف المجابره. ولدت وعاشت فى اللبه بجالو. اشتهرت بقصيدتها (اجدابيا كانت تقا وتجوها)التى يرجح انها قالتها عقب احتلال اجدابيا الثانى من قبل الطليان عام 1923 وانتقل بناء على ذلك بعض سكانها الى جالو. توفيت عام 1940 تقريبا ودفنت بجالو. (مليحه الفاخريه) من شهيرات شواعر الفواخر. تنتمى لعائلة ام شيبه. عاشت فى اواخر العهد التركى وتوفيت فى بدايات العهد الايطالى. كانت تقيم مع عائلتها فى ظاهر سلوق.. جنوبها حيث يوجد قبرها بموقع عرف بقبر مليحه وحقفة مليحه. شعرها فى اثارة الحماس ويروى عنها باْنها (كلامة اصفوف).
(سعد العوامى) سعد عبدالرسول على العوامى. من عائلة عريقيب العوامه. ولد فى مسوس عام 1875 ونشاْ بها وتعلم فى زاويتها السنوسيه. هاجر الى مصر عام 1927 مع اسرته واقام فى مرسى مطروح ورجع الى البلاد عام 1943. له اشعار كثيره فى الحنين الى الوطن ووصف الابل والصقور باْنواعها وكان من (البزاره) المشهورين.. اى مربى الصقور ويعتز بذلك كثيرا وعرف بقصيدته فى وصف احدها التى يقول مطلعها..(بو ودع بوريش فيه انصفاقه.. قصير قين ساقه.. اطلقته مشى غر باذن الرفاقه). شارك فى العديد من المساجلات الشعريه مع مجايليه من الشعراء فى عصره وابنه حويل من كبار الشعراء ورواة. عن عمر يناهز السبعين عاما توفى الشاعر سعد العوامى عام 1945 ودفن فى مسوس.
(حويل العوامى) حويل سعد العوامى. ولد فى مسوس عام 1926. كان يجيد القراءه والكتابه. وعندما بلغ العام الاول من عمره هاجرت اسرته الى مصر وعادت عام 1943. احترف تربية الابل والفلاحه وورث عن والده موهبة الشعر وتربية الصقور وله اشعار كثيره فى الاغراض الوطنيه ووصف الابل وقد دون اغلب قصائده فى سجل خاص يحوى كافة ماقاله. اعتقل مع افراد من قبيلته خلال حكم القذافى وسجن بالكويفيه فترة من الوقت وله اشعار نظمها داخل السجن عام 1979. وكان به ثقل فى السمع. كان شاعرا وراوية للكثير من الملاحم والتراث الشعبى. التقيته فى مسوس بتاريخ 12 ديسمبر 1986 ودونت منه وسجلت الكثير من الاشعار والمعلومات التاريخية والاجتماعيه. توفى ودفن بمسوس عام 1998.
(مبارك الرخامى) مبارك ابوبكر الرخامى الشهير ب..(بو بعصه) من قبيلة القطعان. ولدعام 1867 فى البطنان ونشاْ فى نواحيها وتنقل فى عديد المناطق وله علاقات اجتماعيه واسعه وارتبط بمصاهرة الشاعر الكبير صالح بومازق الرفادى وهاشم الخطابيه ودارت بينهما الكثير من المساجلات والردود خاصة فى بعض الابيات والمطالع ذات الاوزان الصعبه والشاذه. تميز بمواقفه الطريفه ودعاباته. شعره كثير يوثق للتاريخ الاجتماعى فى المنطقه. توفى خلال شهر اكتوبر عام 1962 عن عمر بلغ خمسة وتسعين عاما ودفن فى نواحى التميمى.
(ارحومه بن مصطفى) ارحومه بن مصطفى ارحومه الورفلى. من كبار شعراء بنى وليد والمنطقه الوسطى. ولد فى منطقة وادى جارف بنواحى سرت اوائل القرن العشرين وعاش هناك وتنقل مع اهله فى المناطق المجاوره. نظم العديد من القصائد واسهم فى الردود والمشاركه فى الملاحم الشعرية ومن اشهرها قصيدة النجع التى نظمها الشاعر بورويله المعدانى المتوفى عام 1943 ذات المطلع المعروف.. (النجع اللى يجيه الميعاد.. وجوه اجواد.. اليوم دونه جوبه تسواد) وتعتبر مشاركة الشاعر ارحومه بن مصطفى من اطول المشاركات والردود حيالها وتميزت بدقة الوصف والاشاده والفخر باهل ذلك النجع وهم عائلة سيف النصر الذين هاجروا من البلاد ايام الاحتلال الايطالى.وتنطبق ايضا على كل المهاجرين ذلك الزمن. توفى ودفن بسرت عن عمر قارب التسعين سنة عام 1995.
(مناع الزرقى) مناع امحمد المعاند الزرقى. من الزرق التوامى.. قبيلة القذاذفه. شاعر كبير ووالده امحمد من الشعراء الكبار ايضا ولهما مساجلات فيما بينهما عن موضوعات واغراض عديده. عاش وتنقل فى سرت وعموم المنطقه الوسطى والجفره وله علاقة مصاهره مع الشاعر بورويله المعدانى وبينهما ايضا العديد من المساجلات وكذا مع الشاعر الكبير محمد بن زيدان الشريف وعبدالله اكنيش القذافى. اقام ايضا فى مصراته وضواحيها فترة من الزمن. كان والده من الموسرين فى قبيلته. توفى عام 1945 بنواحى سرت. ودفن هناك.
(عبدالحميد عقيله) عبدالحميد عقيله المصرى امطيريد. من قبيلة الجوازى واحد اعيانها المعروفين. ولد فى المنيا بصعيد مصر فى العقد الاخير من القرن التاسع عشر ونال تعليما واكتسب ثقافة وخبرة واسهم فى نشاطات قبيلته ذات الاصول الليبيه المقيمة فى مصر. كانت لديه معرفة وعلاقات مهمه بسياسيي مصر ابان العهد الملكى بدءا من العائله المالكه ورؤساء الوزارات والمسؤولين فى الدوله والمثقفين والفنانين للمكانة الكبيره التى تحظى بها القبيلة فى تلك الفتره فى مصر ثم مع رجال الثوره.. محمد نجيب وجمال عبدالناصر وعبدالحكيم عامر وحسن ابراهيم.. وغيرهم الى وفاته عام 1971. نظم الشعر الشعبى وله قصائد مشهوره فى العديد من الاغراض والمناسبات واشتهر بقصائده فى مدح حسين سرى عامر باشا ورثاء حمد باشا الباسل والسيد الصديق الرضا المهدى السنوسى. وقصيدته التى القاها عند تكوين الجيش السنوسى بالكيلو تسعه غرب القاهره. كما انه عرف بروايته للشعر الشعبى وحفظه للكثير منه وله طريقة مميزه فى القائه اضافة الى معرفته بالانساب وتاريخ القبائل والجماعات والاعلام. شارك فى دعم اخوته من المهاجرين الليبيين اثناء وجودهم فى مصر فترة الاحتلال الايطالى للبلاد وكان مع مجموعة من اعيان الجوزاى فى مقدمة من دعاهم الامير ادريس لحضور اجتماع 9 اغسطس 1940 وتشكيل الجيش السنوسى وفى صورة الاجتماع يبدو واضحا اثناء وقفته على يمين الامير ادريس عقب الاجتماع المذكور. عندما زار الملك ادريس القاهره عقب الاستقلال واقام فى فندق مينا هاوس نظم قصيدة طويلة ترحيبا به وبحضور الرئيس محمد نجيب وقد اْلقاها نيابة عنه السيد سيف النصر عبدالجليل رئيس المجلس التنفيذى لولاية فزان انذاك والذى ارتبط معه بصداقة قوية. زار ليبيا عدة مرات وعاش بقية حياته وحيدا دون ان يتزوج فى ذهبية (عوامه) فى النيل بالقاهره ظلت تزدحم بالزوار الى وفاته.
(السنوسى السائح) السنوسى بن محمد السائح الشنارى المقرحى. ولد فى الزيغن بالبوانيس القريبة من سبها اوائل القرن العشرين وتلقى تعليما دينيا بها وهى البلده التى ينتسب اليها الشاعر الكبير امحمد قنانه الزيدانى وضريحه معروف بها. خلال الاحتلال الايطالى لفزان هاجر الى تونس ونظم الشعر الشعبى والعديد من الاغانى الشعبيه التى لحنتها وادتها فرق فنيه فى الجنوب الليبى مستلهمة فى ذلك روح التراث الاصيل. مر رواة الشعر الشعبى المشهورين وكان ملما الماما واسعا بشعر قنانه ومحمد بن زيدان الشريف وعبدالمطلب الجماعى وغيرهم وكذا باحوال قبائل فزان واخبارها فى عصور مختلفه. التقاه كثير من الباحثين والمهتمين داخل وخارجها وافادوا من رواياته ومعلوماته الغزيره. التقيته فى منزله بالزيغن فى فزان مرتين.. فبراير 1973 ويوليو 1977 قبل وفاته بحوالى اسبوع وكان على فراش المرض.
(عروق مازق) عروق مازق حدوث البرعصى. شاعر معروف ومن اعيان قبيلة البراعصه وجده شيخها المشهور فى العهد التركى بوبكر بوحدوث الذى تمرد عليها واودع السجن اثر ذلك فى بنغازى. ولد فى اواخر القرن التاسع عشر بالجبل الاخضر وحفظ القران الكريم وشارك مع شقيقه يوسف مازق فى بعض معارك المقاومه المبكره ضد الاحتلال الايطالى وكان من ضمن المجاهدين فى دور انور باشا فى درنه. هاجر الى مصر واقام بها مدة من الاعوام وشارك فى العمل الوطنى هناك وحضر اجتماع 9 اغسطس 1940 فى بيت الامير ادريس بالقاهره وعاد الى البلاد عام 1944 واستقر فى البيضاء قال الشعر فى اغراض كثيره.. الوطنيه ووصف الخيل والغزل غير انه شهر شهرة كبيرة بما نظمه عن الحركة السنوسيه اجمالا ومدحه واعتزازه بدورها خاصة من خلال شخصية الملك ادريس ومرثيته الشهيره فى السيد احمد الشريف فى ذكرى الاربعين لوفاته عام 1933. له طريقة مميزه فى الالقاء واذكر اننى راْيته يلقى احدى قصائده رفقة الشاعر جعفر الحبونى بحضور الملك فى مهرجان شعبى بمدينة القبه فى ابريل 1968. كف بصره وتوفى ودفن بالبيضاء عام 1970 عن عمر قارب التسعين عاما.
(امحمد الفيتورى) امحمد بن منصور الفيتورى. ولد فى بنغازى فى العقد الاول من القرن العشرين وتعلم فى مدارسها وثقف نفسه واجاد اللغة الايطاليه وعمل معلما فى العهد الايطالى فى مدارس طبرق والبردى. كان من اللاعبين المعروفين فى فرق بنغازى الرياضيه فى ذلك العهد ومن شباب الغال. عمل فى عدة وظائف فى المحاسبه الماليه مدة الاداره الايطاليه ثم فى عهد الاستقلال وقبيل اعلان الوحده والغاء النظام الفيدرالى فى ابريل 1963 عين عضوا للمالية فى المجلس الادارى لولاية برقه بموجب مرسوم ملكى كما تولى منصب الوكيل المساعد لوزارة الاشغال العامه حتى 31 اغسطس 1969 واختير عدة مرات فى اللجان الرياضيه بالهيئه الرياضيه العليا فى ولاية برقه وبعض مجالس ادارة نادى الهلال فى بنغازى. كان محبا للشعر الشعبى ويتذوقه وقد نظم عدة قصائد لم يصدرها فى ديوان وله مساجلات عديده مع الشاعر عبدربه بالثور البرعصى وعبدالكريم جبريل وعلى الساحلى.. وسواهم. توفى ودفن ببنغازى يوم 16 اغسطس 1990.
(مهدى بوقعيره) مهدى ارحيم يونس بوقعيره من عائلة ام شيبه الفواخر. ولد فى نواحى سلوق عام 1939. حفظ جزء من القران الكريم واجاد القراءة والكتابة ونشاْ فى بيئة شاعره تنظم الشعر وترويه اغلب الوقت. وقد ادرك فى صباه عمته الشاعره الكبيره (باشات الفاخريه) واستمع اليها وافاد منها ورافق العديد من الشعراء المشهورين واقترب منهم مثل ابراهيم بوجلاوى الذى خاطبه وذكره فى قصيدته الشهيره (جينا على دار عيت معتوق) بقوله فى احد ابياتها.. (جينا على دارهم يامهدى) ومفتاح بوعميه وغيرهما. يعتبر بوقعيره من الرواة المهمين والثقاة فى حفظ الشعر الشعبى وهو ذاكرة جيده التقيته عدة مرات وسجلت منه. يقيم الان فى سلوق.
(عبدالهادى بونصرالله) عبدالهادى نصرالله الدرسى. من بيت الشلمانى.. عائلة شهاوى. ولد فى ضواحى بنغازى فترة العهد العثمانى الثانى ثم اقام فترة فى المنطقه الوسطى وعاش فى نواحيها وتوفى بمراده بعد عمر طويل نتيجة اصابته بالحمى ودفن بالعقيله وقبره معروف هناك. يرجح ان الوفاه وقعت فى العقد الاول من القرن العشرين. والدته ريم الحواز. وهو خال الشاعر هيبه بوريم القرقعى والشاعر محمد بوهريمه الشيخى. واشقاؤه اربعه هم.. الشريف والسنوسى وعلى والمهدى. شعره مشهور فى موضوعات الغزل وغنى بالاوصاف والصور الفنيه الجميله وله مساجلات مع كثير من الشعراء الكبار فى عصره اشهرهم بوحليقه اليهودى وقد تاْثر به شعراء معاصرون واعجبوا به وسلكوا منهجه وفى مقدمتهم الشاعر عبدالسلام بوالحر الذى ينتمى الى القبيلة نفسها. اغلب شعره ضاع بحكم تقادم الزمن ووفاة الكثير من الرواة الذين عاصروه او نقلوا عنه.
(ابوالقاسم حفتر) ابوالقاسم عمر خليفه حفتر. من اولاد بوعائشه الفرجان. ولد فى قمينس عام 1904 ونشاْ بها وكذا فى المناطق التى تجاورها وتحديدا زاوية الطيلمون الى الجنوب منها. شارك فى بعض معارك الجهاد ومن بينها معركة حطية تاقرفت عام 1928 والهوارى بالكفره مطلع 1931 وفقد اخويه عبدالهادى وعلى نتيجة لذلك. هاجر الى مصر وشارك مع مجموعة من زملائه الليبيين فى ثورة 1936 بفلسطين ضد الانتداب البريطانى واعتقل معهم فى صرفند واللد وسخروا للاعمال الشاقه هناك. عاد الى مصر بعد الافراج عنه عام 1939 واقام فى ابى المطامير فى البحيره ثم فى المنيا وكان من بين الزعماء ومشايخ المهاجرين الليبيين الذين حضروا اجتماع 9 اغسطس 1940 فى بيت الامير ادريس بالقاهره ووقع على ميثاقه واسهم مساهمة فاعله فى تجنيد شباب قبيلته الموجودين فى المهجر والحاقهم بالجيش السنوسى. رجع من هجرته عام 1944 واقام فى اجدابيا واصبح عضوا فى فترة لاحقه بالمجلس التشريعى البرقاوى. له اشعار كثيره نظمها فى مصر وفلسطين وبعد عودته وتناولت الاغراض الوطنيه والاجتماعيه والرثاء والغزل. واشتهر بقصيدته (الغرسه اللى ساقيينها بدمانا.. وين اثمرت ماشى منها جانا)وغيرها. وله مساجلات مع كبار الشعراء من مجايليه مثل سعيد اشلبى واشريف السعيطى وبوسيف ياسين وجعفر الحبونى ومصطفى اعبيد الهونى وحسين الاحلافى. توفى باجدابيا يوم 15 رمضان الموافق 18 اغسطس 1978 ودفن بها.
(المهدى بوزريده) المهدى احمد بوزريده الورفلى. من عائلة العطيات.ولد عام 1881 فى بنى وليد. وحفظ القران الكريم على يد فقهائها واجاد الكتابة والقراءة وعمل فى دائرة البرق اواخر ايام الحكم التركى بها. قدم الى بنغازى عام 1910. وعمل وتنقل فى مناطق تيكه والبريقه ومراده والعقيله وجالو واجدابيا والقوارشه وقمينس وسيدى خليفه وطبرق. ينظم الشعر ويرويه ودون اغلب شعره ومروياته فى سجل خاص وبطريقة منظمه وله علاقات وثيقه مع كبار الشعراء فى المناطق التى استقر بها وتساجل مع اغلبهم وفى مقدمتهم المهدى الحرنه ومحمد عبدالله الجهمى وعبدالله العباسى المجبرى وعلى امبيره الورفلى. استقر فى اواخر حياته فى البركه ببنغازى وشغل وظيفة ماْذون شرعى بمحلة سيدى داوود القبلى. توفى ودفن فى بنغازى خلال شهر مايو 1965 عن عمر بلغ اربعة وثمانين سنه. له خمسة ابناء من زيجاته الثلاث اشهرهم الشاعر والمذيع المعروف محمد المهدى. (توفى فى ابريل 2009).
(رافع الخيالى) رافع على الخيالى. من عائلة المساعيد.. بيت الشريدات قبيلة اولاد سليمان ووالدته تعود الى التمامه من الجباير بالقبيلة نفسها المشهورين بنظم الشعر وروايته. ولد فى القرضه بسبها عام 1906. نال بعض التعليم فى زاويتها. شارك فى بعض معارك المقاومه ضد الاحتلال الايطالى ومنها معركة قارة عافيه بالقرب من هون اواخر عام 1928. كان من بين المهاجرين الى تشاد مع حمد سيف النصر واخوته حيث لاحقتهم القوات الايطاليه فى واو بالطائرات. اقام هناك وعاد واسرته واقام فى سبها عقب الاستقلال عام 1951. حافظة وذاكره للكثير من الاحداث والوقائع فى فزان وتشاد ومعرفة العديد من الشخصيات ذات الادوار الوطنيه. التقيته فى منزله بالمنشيه فى سبها صيف 1977 وسجلت منه معاصرته لتلك الاحداث التى كان يؤكدها بحفظه للملاحم الشعرية. توفى ودفن بسبها فى مطلع الالفيه الثانيه.
(على بوفلاقه) على حمد صالح ابعيص. من عائلة جضران.. بيت منصور المغاربه. ووالدته من قبيلة الشهيبات. وبوفلاقه لقب غلب على اسمه وسببه انه اشترى بندقيه وكان يقسم بها قبل ان يتزوج..(وحق ها الفلاقيه) وعرف بجراْته وصراحته. ولد فى نواحى اجدابيا عام 1846 تقريبا. كان فارع الطول ويعتنى بهندامه ويمشط لحيته ويصبغها بالحناء. اشتهر فى شبابه بصيد الغزال والودان وكان بارعا فى القنص والتصويب. تنقل فى الواحات وعرف باْشعاره ذات الاغراض المختلفه فى الوصف والصيد والغزل والهجاء والرثاء. واشتهر بهجائياته المقذعه مع غيره من الشعراء فى تلك المرحله خاصة الشاعر حسن لقطع الفاخرى حيث كانا يجلسان متقابلين فى سوق اجدابيا امام جمع غفير من الحاضرين ويقولان شعرهما فى مواجهة بعضهما. وله مساجلات اخرى مع عبدالله العباسى المجبرى. ويروى عنه باْنه كان يتطيب ويتهياْ لمجلس الشعر هيئة خاصه فيكحل عينيه ويلبس لبسا حسنا. ويروى عنه ايضا شجاعته ومشاركته فى بعض معارك الجهاد فى اجدابيا وله قصيدة شهيره وجهها الى الجنرال ماليتى الذى قاد بعض معارك الاختلال الثانى لاجدابيا عام 1923 مطلعها.. (ياعون فى دنياه ياماليتى.. من جاك فى ثمان الاف لك متوتى). اشتهر بملحمته الطويله التى سميت برحلة بوفلاقه التى يقول فى بدايتها (مشيت بالكدر شط يومين.. ويومين بطلن ارجالى)وفيها يتحدث عن مشاهدتها ويصف احوال الكرماء والبخال ومصيرهم فى الجنة والنار ويتاْثر فى اوصافه بالبيئة التى يعيشها وهى تكاد تشابه رسالة الغفران لابى العلاء المعرى. او الكوميديا الالهيه!! توفى خلال فترة الاداره البريطانيه فى برقه عام 1946 عن عمر بلغ مائة سنه ودفن بمقبرة سيدى احميده الفرجانى.. غربى اجدابيا. خلف ثلاث بنات.. مستوره وسالمه وخطريه وابنا واحدا عبدالجليل الذى كان شاعرا كبيرا ايضا (توفى فى سبتمبر 1969). من غزل بوفلاقه المشهور.. (حواياك زينات دون الحوايا.. اغرب ع الصبايا.. وانتى كما بى راقى سرايا). (حواياك هن والمديد.. حديثهن بعيد.. وانتى امفرشت ابهن يوم عيد) (ولك دور لاماح طايح نضيد.. اركيب ضمايا.. تلاقى على بالغرب فى لوايا).. الى اخر القصيده.
(حمد زيو) حمد مفتاح المهدى زيو. ولد فى بنغازى اواخر القرن التاسع عشر ونال بعض التعليم بها واختير عضوا فى مجلسها البلدى. نظم الشعر الشعبى وكان مقلا فى ذلك وشهر بمواقفه الحاده تجاه بعض الاشخاص الذين هجاهم بشعره خاصة الملك ادريس. له ردود شعريه على الشاعر ابوبكر جعوده. ومن قصائده الشهيره ماوصف به بنغازى خلال قصفها فى ايام الحرب العالميه من قوات الحلفاء والمحور وكان مقيما انذاك فى القوارشه مع الاسر التى جلت خارج المدينه. لم يتزوج فى حياته. توفى ودفن ببنغازى عام 1959.
______________________
نشر بموقع ليبيا المستقبل