طيوب النص

حين تضيق الأرض

سيدة (الصورة مولدة البذكاء الاصطناعي)
سيدة (الصورة مولدة البذكاء الاصطناعي)

أنتَ منفاي
حين تضيق الأرض
ولا يسعني جسدي من الشوق
أهربُ إليك كأنك المنفى الوحيد
الذي لا يطردني،
وكأنك الوطن الذي لا يشترط الهوية.

أنتَ المنفى…
حين أبحث عني في المرايا
فلا أجد سوى ظلّك
وأنتَ الوطن…
حين تلمس كفي فأنسى
أن في قلبي حربًا لا تنتهي.

أنتَ ذنبي الذي لا أستغفره
وغفراني الذي لا أفهمه.
معك، أخطئ عمداً،
كأنني أريد أن أضيع
فقط لأعود إليك.

أنتَ السؤال الذي لا يهدأ
والجواب الذي لا يُقال
أراك في حلمي…
فأفيقُ على عطشٍ لا يُروى
وفي يقظتي…
أفتّش عنك في تفاصيل الأشياء الصغيرة
في صوت المطر
في رائحة القهوة،
في أغنية نسيتها عمداً
لأسمعها صدفةً في غيابك.

أنتَ بدايةُ القصيدة
ونهايتها التي لا تُكتب
كأنك الحبر الذي يتهرّب من أصابعي
كلما حاولت أن أضعك في كلمات.

أحبك…
لا كما يحبُّ العاشقون،
بل كما تحبّ الأرضُ سماءها…
بعيدة،
لكنها تنحني لها كلما مرّ غيمٌ عابر.

أحبك…
كأنك الغريب الذي أعرفه أكثر من اسمي
والقريب الذي لا أصل إليه
إلا حين أغلق عينيّ.

فابقَ،
كما أنت:
منفاي الذي أشتاقه
ووطني الذي لا أبلغه
إلا حين أتعب من البُعد
وأستسلم للعشق.

مقالات ذات علاقة

الحب

المشرف العام

الطقس حار جداً

صلاح يوسف

عزيزي يوسف القويري.. بردا وسلاما عليك في موتك

المشرف العام

اترك تعليق