شعر

كاتنزارو

من أعمال .. غيرهارد
من أعمال .. غيرهارد

كاتنزارو * ، شمسٌ تعيدُ اكتشافَ وقودها

مطرٌ ملولٌ يقصفُ الضوءَ

حافلاتٌ حمراء وصفراء تتسكّع طيلة النهار

من جيليانو إلى جرمانيتّو

تزدحمُ بالمسنّين والفتيات الولوعات بالآيس كريم .

كاتنزارو ، جسورٌ من الأسمنت ، والحكمة تربط ما تشظّى

من جغرافيا الحرير وخرافات البحر .

في كل خاصرةٍ جبلٌ وجسرٌ فاغرٌ يحملك

إلى جسر ٍينتظرُ قدوم عاشقين..

كاتنزارو ، لا جديد قالت السنيورا بندييتّا ،

لا جديد من روما ،

سوى أن المافيا خسرت عضوا هرما في الانتخابات

وكسبت عشرة أعضاء من حملة المسدسات المحشوة بالدسائس .

كاتنزارو

هضابٌ خضراء ، تعيش وحيدة .

وشوارع ذات بلاط نظيف ، هي اقلّ كآبة من عيون المهاجرين

: صينيون جوالون يبيعون الساعات المزيّفة والفياغرا ،

مغاربة لا سقف لهم ، يحسدون كلاب المنازل ،

ثم ينشغلون بجمع التبرّعات لبناء مسجد لمسلمي الشتات .

يؤكد يونس الفتى الملتحي بحماسة واثقة : بأنهم قريبا سيفتتحون

مجزرةٍ للذبحِ الحلال ، احتفاء بقدوم شهر رمضان .

رأيت عراقيين منبوذين لاشيء يشغلهم سوى رغيف الخبز

ولملمة ما تيسّر من كلمات ايطالية ركيكة، تصلح للتعرف على

الأسواق الشعبية والأفران وعناوين الألم .

كاتنزارو ..

فلاحون بهيئة نبيذٍ مغشوش يتحولون إلى اسمنت بارد ،

كهول متقاعدون تلملمهم الحاناتُ الكالحة ، الثرثرةُ دأبهم

إذا ثملوا ، يشيرون إلى الرياح الغاضبة بضغينةِ صيادين تاهوا عن ضفافهم .

كاتنزارو ..

لا احد هنا يتذكّر خطب موسليني .

فقط ، ترتفع أسهم المقاولين ورجال المافيا .

في الثامنة مساء تقفل ( الشنترا ) أبوابها العتيقة

وتنسحب الضوضاء من ميدان الجندي المجهول .

في التاسعة لا يوجد شيء للبيع

سوى البيتزا والكحول والسجائر .

____

كاتنزارو صيف 2008

• كاتنزارو: بلدة صغيرة تقع في أقصى الجنوب الايطالي ، مركزاقليم كالبريا .

مقالات ذات علاقة

ومضات

محمد عبدالله

ارتباك على ضِفاف هادئة(2)

فريال الدالي

هو يُدخن كل الصور

مهند سليمان

اترك تعليق