كاتنزارو * ، شمسٌ تعيدُ اكتشافَ وقودها
مطرٌ ملولٌ يقصفُ الضوءَ
حافلاتٌ حمراء وصفراء تتسكّع طيلة النهار
من جيليانو إلى جرمانيتّو
تزدحمُ بالمسنّين والفتيات الولوعات بالآيس كريم .
كاتنزارو ، جسورٌ من الأسمنت ، والحكمة تربط ما تشظّى
من جغرافيا الحرير وخرافات البحر .
في كل خاصرةٍ جبلٌ وجسرٌ فاغرٌ يحملك
إلى جسر ٍينتظرُ قدوم عاشقين..
كاتنزارو ، لا جديد قالت السنيورا بندييتّا ،
لا جديد من روما ،
سوى أن المافيا خسرت عضوا هرما في الانتخابات
وكسبت عشرة أعضاء من حملة المسدسات المحشوة بالدسائس .
كاتنزارو
هضابٌ خضراء ، تعيش وحيدة .
وشوارع ذات بلاط نظيف ، هي اقلّ كآبة من عيون المهاجرين
: صينيون جوالون يبيعون الساعات المزيّفة والفياغرا ،
مغاربة لا سقف لهم ، يحسدون كلاب المنازل ،
ثم ينشغلون بجمع التبرّعات لبناء مسجد لمسلمي الشتات .
يؤكد يونس الفتى الملتحي بحماسة واثقة : بأنهم قريبا سيفتتحون
مجزرةٍ للذبحِ الحلال ، احتفاء بقدوم شهر رمضان .
رأيت عراقيين منبوذين لاشيء يشغلهم سوى رغيف الخبز
ولملمة ما تيسّر من كلمات ايطالية ركيكة، تصلح للتعرف على
الأسواق الشعبية والأفران وعناوين الألم .
كاتنزارو ..
فلاحون بهيئة نبيذٍ مغشوش يتحولون إلى اسمنت بارد ،
كهول متقاعدون تلملمهم الحاناتُ الكالحة ، الثرثرةُ دأبهم
إذا ثملوا ، يشيرون إلى الرياح الغاضبة بضغينةِ صيادين تاهوا عن ضفافهم .
كاتنزارو ..
لا احد هنا يتذكّر خطب موسليني .
فقط ، ترتفع أسهم المقاولين ورجال المافيا .
في الثامنة مساء تقفل ( الشنترا ) أبوابها العتيقة
وتنسحب الضوضاء من ميدان الجندي المجهول .
في التاسعة لا يوجد شيء للبيع
سوى البيتزا والكحول والسجائر .
____
كاتنزارو صيف 2008
• كاتنزارو: بلدة صغيرة تقع في أقصى الجنوب الايطالي ، مركزاقليم كالبريا .