علاء بن دردف
الكاتب المصري يوسف إدريس.. لا أظن أنه من المتيسر فهمه.. وإنتاج خلاصات توضح ما هو.. كلا.. فهو من الشخصيات النادرة.. في شكله.. وسيرة حياته وكتاباته.. رجل كتب حوالي 800 قصة.. وهو الخارج من عباءة الطب!
حيث ولد سنة 1927.. وتخرج من كلية الطب 1947.. وتوفي 1991.. عمل كطبيب فور تخرجه.. ثم اتجه للطب النفسي.. لكن الطاقة الابداعية في الكتابة.. نحت به الى التوجه للعمل الصحفي وكتابة القصة القصيرة والرواية والمسرح والنقد..
لم يكن تقليديا فيما كتب.. استخرج من الواقع قصصه.. ودخل في أعماق المجتمع ناقدا ومحللا.. كسر القوالب الفنية السائدة.. واقترب بكلماته من الجمهور.. وكان يرى بحتمية أن يتفاعل الأدب والفن مع الجمهور.. ولو أدرك وقتنا لشفى علته الفيس بوك وتفاعليات التواصل الاجتماعي..
ملامح وجهه الغريبة.. قد تعكس الكثير.. فهو شجاع.. مواجه.. ناقد للسلطة بالرموز.. لا يتردد في اتخاذ المواقف الجريئة.. وحتى السلطة احترمته لشجاعته وصدقه.. انحاز للعدالة والفقراء.. وظهر ذلك في كتاباته.. وفضحه للشخصيات المتلونة والمنافقة.. والانتهازية والبهلوانية والجبانة.. وتشريحها بمشرط الطبيب في أدبه وفكره.. لعله كان مفكرا أكثر منه أديب.. ولعل موهبته الأدبية الإبداعية لو صقلها بقراءات أوسع لكانت أكثر إبداعا.. هو من المؤثرين في الرأي العام العربي ولاشك.. فالناس حينها تتبع آراءه وتحليلاته حيال السلطة وشؤون السياسة.. وتفهم واقعها من خلاله.. وهذا سر من أسرار قوته.. عميق.. مبدع.. شجاع.. غريب الأطوار.. ملامح وجهه ولون عينيه.. تقول الكثير…
بنغازي – 17. 4 .2024