طيوب عربية

أدب اليافعين وتجليات الكتابة..

تأليف (الصورة: عن الشبكة)
تأليف (الصورة: عن الشبكة)

أدبٌ اليافعين هو أدب يوجه إلى فئة عمرية معينة بعد نهاية مرحلة الطفولة بصفة عامة ،وهو لا يختلف كثيرا عن الأدب الذي يكتب للكبار إلا من حيث الطرح للمواضيع التي تهمّ هذه الفئة من القرّاء, ومن حيــــث البناء الفنيّ، ولم يكـن موجـــوداً كأدب مستقـــــلّ لذاتــه مـن قـبل حتى فــي بلــــدان الغـرب قبل الحــرب العالمية الثانية، وقبلها عرف العالم تجربة الكتابة للطفل التي شملت مستــويات تربوية، وثقافية ومعرفية من خلال تلك النصوص التي عـــرفها الطفــــل فــي العالم، كما عرف الأدب العربي تجربة الكتابة للطفل، وحــرص رواده علـى الاهتمام بشتى مجالات الكتابة للطفل وفق معطيات فنية وثقافية، وتجارب إبداعية تساهم في إثــراء تجربة الكـتابة للطــفل بناء على أسس متعـارف عليها عالمــيا، ويظـــــل أدب اليافعين يغـــرق في تلك التفاصيل التي تساهم في تحديد معنـى هـذا اللون الأدبي، وفـي معطياته الفنية التي تسمح للمدعين أن يقدموا تجاربهم الإبداعية في القصة، والروائية والنص الشعري الموجه إلى فئة اليافعين، وقد اختلف الدارسون والمهتمون بهذا الأدب في تحديد  معنى مصطلح كلمة  “يافعـين” فهناك مــن يستبدلها بمصطلح آخر وهو أدب الشباب أو أدب الفتيان وهي كلمـة تحتاج  إلـى الكثـير مـن الدّقـة فـي تحديـد المعنـى اللغـوي ، والاصطلاحي علـى مستـــوى المخـابر العلمـية، وعلـى مستـــوى الدراسات في المؤسسات الأكاديميــة في الوطـن العربــي، وماتــزال الحيـرة تطال فئـة المهتمين بالإبداع لهذه الفئة من أبنائنا، وهناك من يحـدد مراحل العمر لليافعـــين مــن(12-17)، ومهتما وقع ذلك الاختلاف يبقى الجانب الفني والإبداعي أمر يحتاج إلـــى الدّقة في ضبط معاييـر الكتابة لفئة اليافعين الذين هـم في الواقع يجتازون مرحلة الطفولـة إلـى مـرحلة المراهـقة بكـلّ ما تحملـه المعنى مـن تفاصيل نفسية وجسدية، ومعطيات ثقافـية وفكريـة، وتظــلّ تلك الأسئـلة تلـحّ بقوّة على المبدعين، والدارسين المنشغلين بهذا اللون الأدبي الموجه لهذه الفئـة.

هي أسئلة كثيرة تطرح اليوم في عالمنا العربي والعالمي فيما يخص جيل يتوسط ما بين الطفــولة والمـراهقة، كما يظـــلّ يشغلـنا ذلك المحــتوى المعــــرفي والثقافي الذي يجب تقديمه لفئة اليافعين، وذلك بعيدا عن المفاهيم التقليدية المتعرف عليها التي تختلط فيها كثيرا من الأمور بين ما يكون نافعا للطفل عبر مراحله المتنوعة

– مرحلة الطفولة المبكرة أو ما قبل المدرسة (3-5)

– مرحلة الخيال الحرّ (6-8)

– مرحلة الغامرة والبطولة (8-12)

– المرحلة المثالية (12- 17) هذه المرحلة التي تشمل في الغالب فئة اليافعين واليافعات، ويظـلّ الاختلاف واضـح المعـالم فـي كـلّ تلك النصوص الإبداعية التي تقـدم للقارئ الصغير، ولعل فئة اليافعين تكون أكثر حظا في معرفة قضايا الحياة من صراعات يعجّبها العالم في نصوص القصـة والروايـة والمسرحيـة والنص الشعـري، كما يحفل بمستوى لغوي ومعرفي يفوق مستوى مراحل الطفولة السالفة الذكر.

إنّ ظهور أدب اليافعين لم بكن محض الصدفة بحيث كانت هذه الفئة تشارك فئة الكبـــار أدبهم، وما يقدّم إليهم من أعمال أأدبيـة رغم صعوبتها،  ورغم ما تطرحه مــن مواضيع ليسـت في مستوياتهم ،ولكن مع مطع القـرن الواحـد والعشرين ظـهرت تلك الجوائز الذي تشجّـع على هذا اللون الأدبي لفـئة اليافعيــــن، حيث اعتـمد الكثير من الكتاب تجـربة الكــــتابة بالابتعاد عن الوعظ في تلك القصص والروايات التي يقدمونها لليافعين، كمـا يحرّضونهم على القراءة لكل ماله صلة بالواقع ذلك مـن أجـل سـدّ الفجـوات بـين المـوضوعات التي تهـمّ هذه الفئـة من القراء، كطرح مواضيع المخدرات ،والعلاقات بين الجنسين من فئة اليافعين، والقضايا العلمية التي تروج في العالم عبر الوسائط التكنولوجية من خلال شبكات التواصل الاجتماعي التي تطرح تلك الأفكار التي تزدحم بعوالم شتى في المعـرفة من جهـــة ،والخـيال من جهة أخرى ،ومـع ذلك ما يزال أدب اليافعيـن في حاجة ماسة إلى ضبط تفاصيله الفنية والفكرية والإبداعية والمعرفية .

مقالات ذات علاقة

المخرج كريم عصارة: التربية على الصورة أنجع الطرائق لمحاربة التلوث البصري والإعلامي

المشرف العام

ذات صنع الله ابراهيم

ناصر سالم المقرحي

‘العين للكتاب’ في دورته الثامنة

المشرف العام

اترك تعليق