محمد الطلياني
نحنُ الآنَ أحْوَجُ إلى الانتخابات، حتى وإنْ تصدَّر المشهد حُكمًا عسكريًّا بقيّافةٍ جديدةٍ أو نِظامٍ سابقٍ بحُلَّةٍ أُخرى أيُّ أحدٍ ممَّنْ يتصدَّرون السِّياسةَ الحاليةَ غربيًّا كان أو شرقيًّا، لنْ ينتهي عَهدُ الفوضى إلا بكرسيٌّ شرعيٌّ، ويجبُ أنْ تفهمَ هذه الحُكُومَةُ – أو الحُكُوماتُ المُنتَشرةُ أنَّ هذا الشعب المُتحطِّمَ تعايَش مَعَ الظُلمِ والسِّياسَةِ القَذِرة ونسيَ العيش برئيسٍ يُلبّي حاجتَه وقُوتَ يومِه – لذا يحكمُنا حتى أكثَرُهُمْ فسادًا.
*
إنَّ هذا ‘التِّيك تُوك’ مادةً سّامة قد تَفَشَّتْ
فِي عُقولِ الجِيلَ الحاضِر مِنَ الشبابِ والنِّساء وتِلك البثُوثْ، تَبثُّ السُّمَّ فِي عُقولَ الصِّغار بثًّا على ألسِنَةٌ سَلِطَ وخدشًا للحَيَاءِ، يَظنُّون جماعتنا أنَّ هذا الصِّيتِ والشُّهرَةِ، مكانَةً تَرفَعُهُم عند النَّاس
*
لأنَّها كالبُّردي
عَتِيقَةٌ تَمَامًا كَمنَازلُها، تُشبُّه غَيمٌ طُلَّ فَوقَ وَادِ رِزقْ وَسَمَاءِ السُوَّانِي، لاقَتْ حُروبًا لكنَّها مُحَافِظَةً على رقَّتِها، نقيَّةً كنَقَاءِ شطِّ العَّلقْ، تغارُ كما يغارُ ساكِنيها على إرثُها، تُدرِكُ أنَّها أرضًا تُرابهَّا غاليًّا، ثَمِينةً كالشِيشّان، قوِيةً كالشَعْبِية، وحُبَّها يَدْفَعُ بِكَ الى شُرفة المَشْنَقَة
