وجدان صقر
ايقنت ان الطفولة انتهت.. عندما ذهبت الى البحر ولم اجري اليه مسرعة بالدخول منذ لحظة الوصول من كثرة انتظاري لهذه اللحظة ولهفتي التي كادت تمنعني من النوم في الليلة الماضية للّعب والّهو في مياه البحر.
أيقنت ايضاً ان الطفولة انتهت.. عندما ذهبت الى مدينة الملاهي ولكن في تلك المره لم يكن حماسي لتجريب العابها كسابق عهده ولم ابكي عند خروجي منها لإمضاء مزيد من الوقت في اللعب او لأني لم أجرب تلك اللعبة بعد.
ايقنت ان الطفولة انتهت.. عندما توقفت عن الجدال مع اخوتي على ريموت التّلفاز لمشاهدة الرسوم المتحركة التي أُحبها.
ايقنت ان الطفولة انتهت عند خلو هاتفي من العاب الفيديو واستبدال اقلام التلوين والادوات الزاهية والملصقات الجذابة التي كنت اتسلى بها والتي كانت في خزانتي بكتب واوراق واقلام وادوات اخرى كان وجودها لحاجتي الضرورية لها فقط.
ايقنت ان الطفولة انتهت عندما توقفت عن الجري لوالدي لحظة وصوله من الخارج لأنظر ماذا احضر لي من الحلوى والشوكولاتة التي اوصيه بإحضارها لي كلما خرج.
ايقنت ان الطفولة انتهت عندما اصبحت أحب القهوة المرة.. عندما حملت على عاتقي مسئوليات شتى.. عندما صارت الهموم تقبى في جوفي كثيرا ولا انساها حين يحين وقت اللعب واللهو كما في صغري.
ذهبت تلك الطفولة البريئة وحملت معها راحة البال وهناء القلب وصفاء الروح وأجمل اللحظات.
ذهبت وهي تلوح من بعيد مودعة لي وراميةً اياي في غمرات حياة شقية وايام ثقيلة فأعني يا إلهي عليها وثبتني على امضائها بما يرضيك.